أثار فوز حزب
الليكود اليميني في
انتخابات الكنيست الإسرائيلي؛ تخوفات مراقبين رأوا أن تشكيل حكومة يمينية إسرائيلية برئاسة بنيامين
نتنياهو خلال الأيام القادمة؛ من شأنه أن يزيد عمليات الاستيطان وسرقة الأراضي، ويعجّل في عدوان جديد على قطاع
غزة.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن
الحكومة اليمينية القادمة ستعمل على تسريع حسم العديد من القضايا، منها "حشر الفلسطينيين في 39 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، وابتلاع القدس، والإبقاء على الإدارة الذاتية للسلطة الفلسطينية".
لا تسوية
وقال أبو زايدة لـ"عربي21" إن حكومة نتنياهو ستسرق الأراضي، وتكثف الاستيطان بطريقة شرسة، ولن يكون في أجندتها حديث عن تسوية مع الفلسطينيين"، مطالبًا
السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بأن "لا تستبشر خيراً على الإطلاق بحكومة
اليمين الإسرائيلي".
وتساءل: "هل ستبقى السلطة الفلسطينية على ذات النهج؛ في بيع الوقت والانتظار وحرق المراحل؟ أم ستذهب لاستراتيجية جديدة في تعاملها مع الواقع الجديد نحو الاحتلال الإسرائيلي؟".
وأشار نتنياهو خلال حملته الانتخابية إلى تخليه عن حل الدولتين، متعهداً بالعمل على منع إقامة دولة فلسطينية إذا بقي في منصبه رئيساً لوزراء الاحتلال.
ومن التداعيات "الخطيرة" لتشكيل حكومة يمينية "بدء العد التنازلي لعدوان جديد على غزة"، بحسب أبو زايدة الذي أوضح أن نتنياهو ما زال يطمح "باستكمال العمل من أجل القضاء على حركة حماس، وتقليص قوتها العسكرية، وتدمير بنيتها التحتية".
اليمين والأنظمة العربية
وبيّن أن سياسية الاحتلال تجاه الأنظمة العربية التقليدية والمضادة لثورات الشعوب "لن تتغير"، معللاً ذلك بأن "الأنظمة التي تبحث عن شرعيتها من خلال علاقتها بالغرب أو الولايات المتحدة؛ تحقق ذلك من خلال التقرب لإسرائيل وإرضائها".
وكان رئيس النظام الانقلابي في مصر المشير عبدالفتاح السيسي؛ قد كشف في حواره مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على هامش المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ السبت الماضي؛ أنه يتحدث مع نتنياهو "بشكل مستمر".
وحول الملف النووي
الإيراني؛ ذهب أبو زايدة إلى أن توجهات الاحتلال الإسرائيلي بشكل عام "تقضي بإقامة علاقات دبلوماسية استخباراتية سرية بين الكيان الصهيوني وبين دول الخليج المتوجسة من المشروع النووي الإيراني على أرضية مواجهة هذا المشروع، وخصوصاً في ظل بوادر صفقة إيرانية أمريكية شاملة على حساب الدول العربية".
العلاقة مع أمريكا
وعلى الرغم من "التوتر الشخصي" بين نتنياهو وأوباما؛ فإن أبو زايدة استبعد أن يطرأ "تغير دراماتيكي على العلاقة بين الطرفين، نظراً للروابط الاستراتيجية المتينة بينهما".
لكن الخبير في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة؛ يرى أن سلوك نتنياهو بتجاهله الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها الديمقراطيون، وتلبية دعوة الجمهوريين لإلقاء كلمة في الكونغرس "دليلٌ على أن اليمين يؤمن بالصدام حتى مع حلفائه، وهو ما أحدث شرخاً في التأييد الأمريكي للكيان الصهيوني".
وأضاف لـ"عربي21" أن اليمين الإسرائيلي بات مقتنعاً في السنوات الأخيرة بـ"الحلول العسكرية كخيار أولي لتحقيق أهدافه"، مشيراً إلى أن ذلك انعكس على علاقته بالإدارة الأمريكية الداعمة للاحتلال "على شكل صدام".
وقال البطة إن اليمين الإسرائيلي "يضع الكيان المحتل في الزاوية، ويجرده من شرعنة وجوده من قبل الذين أيدوه وناصروه، وكانوا سبباً في إقامته على أرض فلسطين المحتلة".
وتصدر حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء السابق نتنياهو، نتائج الانتخابات الإسرائيلية العشرين، التي جرت الثلاثاء الماضي، بحصوله على 30 مقعداً من إجمالي مقاعد البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي البالغ عددها 120، وهو ما يتيح لنتنياهو ترؤس حكومة إسرائيلية يمينية جديدة.