فايننشال تايمز: ثمن فوز نتنياهو علاقات سيئة مع العالم
لندن - عربي2119-Mar-1512:05 PM
شارك
فايننشال تايمز: مستقبل إسرائيل ووضعها الدولي في ظل ولاية رابعة لنتنياهو سيكون قاتما - أ ف ب
كتب المعلق جدعون ريخمان في صحيفة "فايننشال تايمز"، عن ثمن فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية.
ويقول الكاتب إن على أعداء نتنياهو الاعتراف بأنه أصبح عملاقا في السياسة الإسرائيلية، فنتائج الانتخابات الإسرائيلية تعني أنه سيخدم في الحكومة للمرة الرابعة، وهو أول رئيس وزراء يخدم هذه المدة في تاريخ إسرائيل، وفوق هذا كله أصبح نتنياهو "بيبي" الوجه الدولي لإسرائيل.
ويستدرك ريخمان بأن فوز نتنياهو جاء بثمن، ففي اللحظات الأخيرة ومن أجل الحصول على دعم الناخبين، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن معارضته لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذي دعمه في السابق، وهذا الأمر سيزعج واشنطن كثيرا.
ويشير الكاتب إلى أنه خلال الحملة الانتخابية ألقى نتنياهو خطابا مثيرا للجدل أمام الكونغرس، شجب فيه خطط إدارة الرئيس باراك أوباما للتوصل إلى اتفاقية مع إيران حول ملفها النووي. وعليه فإن نتنياهو سيبدأ ولايته الرابعة بعلاقات سيئة مع الولايات المتحدة وأوروبا، أكثر مما كانت عليه في السابق، وقد يساعد هذا الفلسطينيين وجهودهم في تقديم إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ويعتقد ريخمان أن الحديث عن تحول من خلال هذه التصريحات المتأثرة بالانتخابات ليس في محله، فهناك أمران واضحان، الأول هو أن نتنياهو ليس مهتما بحل الدولتين مهما قال أو صرح، فحديثه عن حل الدولتين في السابق، الذي بدا كأنه تنازل، ناقضته دائما أفعال الحكومة الإسرائيلية، من خلال بناء المستوطنات في المناطق الفلسطينية، وزعم نتنياهو أنه يؤمن بحل الدولتين، إلا أن حزب الليكود يقوده أشخاص لا يؤمنون بوجود دولة فلسطينية.
ويلفت الكاتب إلى أن الأمر الثاني هو أن الانتخابات أكدت العلاقة السيئة بين نتنياهو والرئيس أوباما، لكننا نعرف أن علاقتهما سيئة. وفي السياق ذاته، فليس هناك أمل في أن تقوم حكومة يقودها حزب الليكود بتحقيق سلام مع الفلسطينيين. والرؤية كانت أبعد لو فازت حكومة يقودها يسار الوسط، فقد فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سلمية تقوم على حل الدولتين خلال الـ25 عاما الماضية، حتى عندما كان اليسار الإسرائيلي في السلطة.
ويجد ريخمان أنه في ضوء الأوضاع الحالية فإن الظروف ليست مناسبة، فعلى الرغم من التقارب بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن الجانب الفلسطيني يعيش حالة من الفوضى، ومعنوياته متدنية، ويفتقد القيادة القوية. وفي الوقت ذاته فإن تحرك السياسة الإسرائيلية وبشكل ثابت باتجاه اليمين، تحول أكدته الانتخابات الحالية.
ويرى الكاتب أن الوضع الإقليمي لا ييشر بالخير، فأي حكومة إسرائيلية من أي لون لن تجازف بعقد سلام مع الفلسطينيين في وضع متفجر في سوريا، ولبنان في وضع قلق، وتنظيم الدولة يثير الهيجان في كل مكان، هذا دون أن نذكر موضوع نتنياهو المفضل، وهو إيران وبرنامجها النووي.
ويخلص ريخمان إلى أنه لهذا السبب فإن مستقبل إسرائيل ووضعها الدولي في ظل ولاية رابعة لنتنياهو سيكون قاتما، وعلى ما يبدو فإن حماس تقوم بتسليح نفسها من جديد في غزة، وعليه فإن هناك توقعات بنشوء أزمة جديدة. وتعتقد إسرائيل أن المواجهة مع حزب الله هي مسألة وقت، وأن هناك مواجهة قريبة مع إدارة أوباما حول الصفقة التي يخطط لها الغرب مع إيران، فيما ينفد صبر أوروبا مع نتنياهو، ومن المحتمل أن تزيد مقاطعتها الموجهة ضد إسرائيل.