نشرت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية الممولة من
حزب الله مقالاً للكاتب إياد المقداد اعتبر فيه أن "الفرس" هم صناع الحضارة والعلوم المفيدة، بينما اتهم
العرب وعلماءهم بالرجعية وتدمير التراث والسعي للقضاء على العلم، وفق قوله.
وقال المقداد في مقاله الذي عنونه بـ"بين نار المجوس ووحش ذواتنا" إن "الفرس جاؤوا بالخوارزمي، وبالرازي، وبابن المقفّع وابن سينا، كما جاؤوا بالإسماعيلية، وزجوا بالأفلاطونية اليونانية ليشكلوا أول دولة مشاعيّة في التاريخ".
وأضاف منتقصاً من العرب: "أغرق سلاطين العرب الفلسفة والعلوم في إعدامها ورميها بالكفر والزندقة. فقتل صلاح الدين السهروردي حبساً وجوعاً، وقتل المقتدر بالله الحلاّج تقطيعاً وحرقاً على الصليب، وقتل سفيان بن معاوية ابن المقفّع بشيّ قطع من لحمه وإطعامه إياه".
واتهم الكاتب اللبناني "شيخ الإسلام" أحمد بن تيمية بأنه أول من صنع الفكر "الداعشي" ووضع أيدلوجياتها، مبرراً ذلك بأنه: "حرّم التفكير لأنّه يُوقع في حبائل الشيطان، وحارب علم الكيمياء لأنّ الكيميائي ساحر والساحر مرتدّ والمرتدّ مصيره القتل، وسفّه ابن سينا المجوسيّ الزنديق.
واعتبر الكاتب أن "الفرس" رغم الهزائم التي تتالت عليهم في السابق إلا أنهم عادوا أقوى وأصلب من أي وقت مضى، وأضاف: "فبقيّ رقص الفراش الحائر حول نيرانه متجذّرا في اللاوعيّ القوميّ لشعب لم تهزمه قادسيّة سعد بن أبي وقّاص، ولا منصّات نخاسة الفاتحين".
ولم يخفِ الكاتب قناعته بأن خلاص الأمة سيكون على يد الفرس، أو من هم من نسل الفرس، قائلاً: "فليس البقية من آل محمد والمنتظر الذي سيملأ الدنيا عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً إلاّ حفيد كسرى، وهو ناتج زواج الحسين بن عليّ بابنة امبراطور فارس المسبيّة كما تقول الأدبيات الصفوية. فكيف لكسرى أن يدخل النار وفي صلبه نسل الأئمة؟".
وقال الكاتب إنه في الوقت الذي لا يجد فيه العرب سوى "محاصرة عوراتهم وسترها لا يجد الفرس الكافي من الوقت لمطاردة نساء طهران اللاتي يضعن على رؤوسهن حجاباً يكاد يكون وهمياً، أو ملاحقة شاربي الخمر الذين يتجاوزون أغلب المعدلات العالمية، ولا يجد دعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدن
الإيرانية ما يفعلونه لإرغام الشباب الإيراني على إقامة الصلاة في مواعيدها".
وتابع: "لكنّهم يكدّون ويجهدون لتجاوز الهوّة التي تفصل العالم الثالث عن القوى الصناعية، وفي كلّ المجالات حتى الأكثر تعقيداً. ولهذا، فقط لهذا، يؤسس الفرس لشرقهم الجديد، بينما نندثر نحن في نداءات «داعش» و«النصرة» في استعادة لظلاميّات أثبتت لا جدواها عبر كلّ تاريخنا".
واتهم الكاتب العرب بـ"العنصرية" قائلاً إن "العنصرية الأعرابية الأبدية التى ترى في الفرس أعاجم، وفي الروم علوجاً، وفي الزنج سوداً، وفي العرب أنبل بني البشر، قد آن لها أن تنتهي وأن تتقبّل حقيقة أنّ هذا المنخفض الأرضيّ المسمى جزيرة عربية عليه أن يتقبّل اللقاح".