قال ممثل للادعاء في مدينة مرسيليا الفرنسية اليوم الخميس، إن مساعد
الطيار في رحلة "جيرمانوينجز" المنكوبة التي تحطمت في جبال الألب الفرنسية كان قد أسقط الطائرة متعمدا فيما يبدو.
وأضاف في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون على الهواء مباشرة، أن مساعد الطيار أندرياس لوبيتس - وهو ألماني - كان بمفرده في موقع التحكم في الطائرة وهي من طراز "إيرباص 320"، بعدما غادر الطيار قمرة القيادة.
وتابع بأن مساعد الطيار رفض فتح الباب للطيار وضغط زرا جعل الطائرة تهوي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تسجيلات صوتية لقمرة قيادة الطائرة الألمانية التي تحطمت في جبال الألب الفرنسية أظهرت أن أحد الطيارين غادر القمرة ولم يتمكن من العودة إليها، قبل سقوط الطائرة ومقتل كل من كانوا فيها وعددهم 150 شخصا.
ولم توضح التسجيلات سبب خروج الطيار من قمرة القيادة أو ما منعه من العودة إليها فيما كانت الطائرة التابعة لشركة "جيرمانوينجز" تهوي باتجاه سلسلة جبلية بمنطقة نائية في جبال الألب الفرنسية يوم الثلاثاء.
ويعكف المحققون على فحص التسجيلات الصوتية لأحد الصندوقين الأسودين اليوم الخميس، بينما يستمر البحث عن الصندوق الأسود الآخر.
وقالت الصحيفة نقلا عن محقق لم تذكر اسمه لكنها وصفته بأنه مسؤول عسكري فرنسي كبير، إن "الرجل في الخارج طرق طرقات خفيفة على الباب ولم تكن هناك استجابة.. ثم ضرب الباب بقوة أكبر ولا إجابة. لم تصدر إجابة على الإطلاق".
وأضاف أن "ما يمكنك سماعه هو محاولته تحطيم الباب".
وقال المصدر إن التسجيلات الصوتية لقمرة القيادة أشارت إلى محادثة "سلسة وهادئة للغاية" بين الطيارين في الجزء الأول من الرحلة الجوية.
وتابع بأنه "لا نعلم سبب خروجه.. لكن المؤكد هو أنه وفي نهاية الرحلة كان الطيار الآخر بمفرده ولا يفتح الباب".
وقال متحدث باسم شركة "لوفتهانزا" التي تملك "جيرمانوينجز": "ليست لدينا معلومات من السلطات تؤكد هذا التقرير، ونسعى وراء المزيد من المعلومات. لن نشارك في تكهنات بشأن أسباب التحطم".
وفي
فرنسا قالت وزارتا الداخلية والدفاع إنهما لا تملكان معلومات عن تقرير الصحيفة. ومن المقرر أن يعقد ممثل الادعاء بمدينة مرسيليا الفرنسية مؤتمرا صحفيا الساعة 1130 بتوقيت غرينتش، كما أن "لوفتهانزا" ستعقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق اليوم.
ولم يعلق مكتب التحقيق في
حوادث الطيران بفرنسا على الفور، لكنه قال إن من المبكر للغاية استخلاص نتائج ذات معنى تفسر سبب سقوط الطائرة.
وقال ريمي جوتي مدير المكتب في مؤتمر صحفي: "لم نتمكن بعد من دراسة ومعرفة التوقيت المحدد لكل الأصوات والكلمات الواردة في هذا الملف (الصوتي)".
وذكر المكتب أن الطائرة بدأت في السقوط بعد دقيقة من وصولها إلى الارتفاع المحدد للطيران، وأنها ظلت تسقط لمدة تسع دقائق.
وكان المكتب قد استبعد أمس الأربعاء وقوع انفجار في الهواء.
وجاء انتشال أحد الصندوقين الأسودين أمس فيما زار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، موقع التحطم تكريما للضحايا البالغ عددهم 150 شخصا ومعظمهم من ألمانيا وإسبانيا.
وقالت "جيرمانوينجز" إن 72 ألمانيا قتلوا في التحطم، وهي أكبر كارثة جوية على الأراضي الفرنسية منذ تحطم الطائرة كونكورد عام 2000 خارج باريس.
وذكرت الحكومة الإسبانية اليوم الخميس، أنها عدلت عدد القتلى الإسبان في الحادث إلى 50 شخصا.
لكن خوسيه لويس إيلون وهو مسؤول كبير في الحكومة ورئيس فريق الأزمة، قال إن العدد لا يزال أوليا.
ومن بين قتلى الحادث أيضا ثلاثة أمريكيين ومغربي ومواطنين من بريطانيا والأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وكولومبيا والدنمارك وإسرائيل واليابان والمكسيك وإيران وهولندا.
وذهبت قوات الشرطة وفرق للطب الشرعي سيرا على الأقدام وبطائرات هليكوبتر، إلى موقع التحطم الذي يبعد مسافة نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من مدينة نيس الفرنسية.