نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب آدم ويثنال، حول آخر التطورات في
اليمن، يحاول فيه شرح خارطة وخلفيات الصراع فيه، على المستوى الطائفي والقبلي والتنظيمات، وعلى مستوى الدول ذات المصالح.
يبدأ الكاتب مقاله بالحديث عن سيطرة قوات الحوثي على قاعدة جوية في محيط مدينة عدن جنوب اليمن، وهو تطور ينذر بكارثة لمؤيدي الرئيس عبد ربه منصور
هادي. وقد جر انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى والحرب الأهلية أطرافا أخرى في المنطقة، وأصبح من الصعب فهم خطوط المعركة والولاءات، وحتى معرفة أي الدول لها علاقة بالصراع.
من هم "الثوار"؟
يشير التقرير إلى أن الثوار هم مجموعة من الشيعة أتباع المذهب الزيدي، ويعرفون بالحوثيين، وهم منظمون جيدا، ويمتلكون قوة كبيرة. وتسببوا بخروج الرئيس هادي من العاصمة اليمنية صنعاء، وبالرغم من وجودهم القوي في شمال اليمن، إلا أن هناك معارضة شديدة لهم من القبائل السنية في بقية البلاد.
من الذي يحكم؟
ويبين الكاتب أن هادي أصبح رئيسا في انتخابات أجريت بعد مظاهرات ضد الحكومة، أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يدعمه
الحوثيون. وتم هذا التحول بإشراف عدد من الدول المجاورة، وتدعم الأمم المتحدة حكمه.
ويلفت التقرير إلى أن الحكومة السنية والدول السنية المجاورة ترفض احتلال الحوثيين لصنعاء الذي تم في أيلول/ سبتمبر 2014، وتصفه بأنه انقلاب.
ما هي المجموعات الأخرى التي تؤدي دورا في اليمن؟
تورد الصحيفة أن تنظيم
القاعدة متجذر بشكل جيد، وخاصة في الجنوب والجنوب الشرقي، وقام التنظيم خلال الحرب الأهلية بعدة هجمات تحت غطاء التنظيم المحلي "القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
ويستدرك الكاتب بأنه لا يمكن وصف تدخل تنظيم القاعدة بالطائفي، حيث يعادي التنظيم الحوثيين وحكومة الرئيس هادي في الوقت ذاته.
وتجد الصحيفة أن ما زاد الصورة تعقيدا هو قيام فرع لتنظيم الدولة في أواخر 2014، ومع أنه لا يزال صغيرا، إلا أنه يأمل بفرض فهمه المتطرف للإسلام السني، ومعارضته للحكومة والحوثيين وتنظيم القاعدة.
ويتهم
تنظيم الدولة بالقيام بعدة عمليات انتحارية لمساجد شيعية في صنعاء الأسبوع الماضي، أدت إلى قتل 137 شخصا.
ماذا عن الدول الأخرى؟
ويرى الكاتب أن أخطر ما في الوضع في اليمن، كما قال جون ألثام من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في أمريكا لإذاعة "بي بي سي"، هو أن تتحول الحرب إلى "حرب بالنيابة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران".
ويذكر التقرير أن الجامعة العربية، التي تضم قطر وعمان والسعودية، تدعم حكومة الرئيس هادي، والقيادة السعودية بالذات لا تريد أن ترى دولة شيعية على حدودها الجنوبية.
وتبين الصحيفة أن المسؤولين العسكريين السعوديين أعلنوا مساء الأربعاء، أن قوات وأسلحة ثقيلة حشدت على الحدود مع اليمن، وأكدوا أن هذا التحرك يأتي في إطار حماية الحدود فقط.
ويفيد الكاتب بأن هناك تقارير تشير إلى أن إيران بدأت بدعم الحوثيين عسكريا، ومع أن مسؤولي الثوار ينكرون ذلك، إلا أن هناك تقارير تتحدث عن وجود طيارين إيرانيين يساعدون الحوثيين، وأن مسؤولين حوثيين كبارا شوهدوا في إيران.
ما هو احتمال أن يتطور الصراع إلى دولي؟
وتذكر الصحيفة أن الرئيس هادي طلب يوم الثلاثاء من مجلس الأمن أن يأذن بتدخل من دول التعاون الخليجي "لحماية اليمن وردع الاعتداء الحوثي".
ويشير التقرير إلى أن كلا من أمريكا وبريطانيا قامتا بإجلاء موظفيها الدبلوماسيين من البلد، وقامت أمريكا بإغلاق قاعدة عسكرية صغيرة، بعدما احتل تنظيم القاعدة بلدة مجاورة.
وتوضح الصحيفة أنه إلى الآن تبقى الحرب كلامية على المستوى الدولي، وأعلنت السعودية الأربعاء أنه "إن لم يتم إنهاء الانقلاب الحوثي سلميا، سنقوم باتخاذ الإجراءات الضرورية لهذه الأزمة لحماية المنطقة"، تاركة فرصة للتهدئة.
وينقل التقرير عن المحلل الأمني أيمن دين من مركز "فايف دايمنشنز"، قوله: "إن السؤال الملح هو إن كان سلاح الطيران الملكي السعودي سيتدخل لمنع سقوط عدن بيد الحوثيين، فالمؤشرات كلها تشير إلى أن السعوديين يحضرون لمثل هذا، ولكن القرار السياسي لم يتخذ بعد".
ما هي آخر التطورات على الأرض؟
تقول الصحيفة إن المسؤولين اليمنيين أكدوا أن قوات موالية للثوار الشيعة قامت بالسيطرة على مطار عدن. وقد هرب الرئيس هادي من قصره إلى مكان غير معلوم، ما يشير إلى أن الحكومة تتوقع استمرار تقدم الحوثيين. وقال المسؤولون إنه لا يزال ينسق ردود فعل القوات الموالية له.
ويجد الكاتب أن احتلال عدن، التي تعد القلب الاقتصادي للبلاد، سيكون إيذانا بنهاية قبضة هادي على الحكم، كما أن مسؤولين كبارا، بينهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، أخذهم الثوار وأرسلوهم إلى صنعاء.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الحوثيين يحاولون التركيز على إعادة الرئيس هادي إلى الإقامة الجبرية، مع أن هناك تقارير تشير إلى أنه غادر البلاد. وقام الثوار الذين يسيطرون على التلفزيون الحكومي بإعلان جائزة قدرها مئة ألف دولار للقبض على هادي.