كتب جابر الحرمي: جددت "
عاصفة الحزم" المكانة التاريخية التي تتبوؤها المملكة العربية
السعودية الشقيقة عربياً وإسلامياً ودولياً، وأنها قائدة لمختلف الملفات، ويمكنها أن تواجه التحديات بكل عزم وحزم وحسم.
المملكة العربية السعودية بمكانتها الروحية عند المسلمين، ودورها الفاعل سياسياً، وما تتمتع به من قوة عسكرية واقتصادية وقيادية، جعل الجميع يلتف حولها، ويسلمها زمام المبادرة في قيادة تحالف عاصفة الحزم، الذي هو اليوم يمثل الأمل لأكثر من مليار مسلم لاستعادة الأمة مكانتها، واسترجاع حقوقها، وإنصاف شعوبها.
في أكثر من مرة اكد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ثقته التامة بقدرة خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبدالعزيز على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، بتأييد من الجيل الثاني من الشباب في إدارة الحكم، الذي يتمتع بكفاءة وقدرات قيادية عالية، وخبرات في إدارة الملفات الصعبة.
تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده المملكة من أجل دعم الشرعية في
اليمن الشقيق، تدعمه كل الدول والشعوب، باستثناء إيران والعراق والنظام السوري وحزب الله، وأعتقد أن الجميع يعرف الرابط بين هذه الأطراف الأربعة.
لو لم تقدم المملكة العربية السعودية الشقيقة على هذه الخطوة المتمثلة بتكوين هذا التحالف الشريف، لضاع اليمن، كما ضاعت دول أخرى، ولاختطفت الميليشيات الحوثية بلد "الحكمة والإيمان"، وحولته إلى بلد آخر يعيش الاقتتال الأهلي بين أبناء شعبه، ولأصبح خنجراً في خاصرة الأمة، وليس دول المنطقة فقط.
في كل ملفات المنطقة يمكن للشقيقة السعودية أن تكون هي القائدة، ونحن على ثقة أن قيادة الملك سلمان قادرة على إيجاد معالجات حقيقية للأزمات التي تتعرض لها عدد من البلدان العربية، واليوم هناك مناشدات بألا يتوقف هذا التحالف إلا بعد استكمال كل الأهداف التي تحقق الأمن والاستقرار وعودة الشرعية في اليمن الشقيق، ووقْف زحف الحوثيين وقوات المخلوع ناكر الجميل المدعو علي عبدالله صالح، الذي يطالب اليوم مع الحوثيين بالحوار، بعد أن أجهضوا كل المحاولات والمساعي الحميدة التي قامت بها دول مجلس التعاون طوال الأشهر الماضية، واختاروا طريق "البلطجة" في السطو على مؤسسات الدولة اليمنية، والتمركز في مفاصلها.
هذا التحالف الشريف اليوم هو محل تقدير واحترام وفخر ليس فقط شعوب المنطقة، بل وشعوب العالم العربي والإسلامي أجمع، ويؤكدون وقوفهم خلف المملكة العربية السعودية وقيادتها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا.
المملكة اليوم هي عاصمة الفعل، وقيادة الأمة، وقادرة على إدارة المعركة بكل كفاءة وجدارة، لاستعادة الحقوق العربية، التي سطت عليها أطراف معادية.
(عن صحيفة بوابة الشرق
القطرية 28 آذار/ مارس 2015)