اتهم بريطاني قام بجمع مواد متعلقة بتنظيم الدولة، من صور وأعلام وأشرطة فيديو، وعرضها في
متحف خاص، بأنه يثير المشاكل للمسلمين البريطانيين، وأنه يتربح من الصور
الوحشية وأشرطة قطع الرؤوس. لكن أندي جونز من
غلوسترشاير دافع عن عروضه، وقال إنها من أجل التعليم ولا يمكن تجاهلها.
وتذكر صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن جونز عرض الصور في متحف خاص متخصص في الجريمة، يملكه في ليتلدين جيل، وهو سجن سابق في منطقة فوريست أوف دين في غلوستاير شاير.
ويشير التقرير إلى أن النائب العمالي كيث فاز، انتقد المتحف، وقال إنه يثير الذعر لدى عائلات الضحايا، ويجب أن تحقق السلطات فيه. وأضاف أن "هذا متحف غريب، وأدعو صاحبه ألا يفتحه للزوار، إن على صاحبه التفكير مليا، وعليه أن يحمي نفسه والناس الذين كانوا ضحايا
تنظيم الدولة، من الألم الذي سيسببه لهم".
وتبين الصحيفة أن جونز دافع عن قراره لعرض المواد، قائلا إنه واع للجدل الذي تسببه المواد التي يعرضها، ولكنه يتعامل معها باعتبارها تعليمية، ويعتقد أن من حق الرأي العام التعرف على تنظيم الدولة وخطره.
وقال جونز لصحيفة "غلوسترشاير غازيت": "بالتأكيد سأتعرض للنقد لعرضي صورا مثيرة كهذه، ولكن الناس لهم الحق في مشاهدة الإرهاب الحقيقي لتنظيم الدولة". وأضاف: "أشعر بالإهانة لو اعتقد الناس أنني أمجد بطريقة أو بأخرى تنظيم الدولة".
ويوضح جونز أن المعروضات هي "للاحتفاء بذكرى الرهائن وآلاف الأشخاص الذين عانوا على يد المتطرفين، بينهم تنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام".
ويلفت التقرير إلى أن البناية التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وكانت تحتوي على سجن ومحكمة ومركز شرطة، تحتوي على معروضات تتراوح من الهولوكوست إلى تصرفات جماعات العنصرية كو كلوس كلان الأمريكية، ومعروضات أخرى تبرع بها سفاحون وقتلة. وقال جونز إن المتحف يحذر زواره بأن هناك الكثير من المعروضات غير المريحة للعين. وأضاف أنه "طالما أن المتحف مكرس لتاريخ الجريمة المظلم، فمن الحق عرض معلومات عن أسوأ الجرائم التي ارتكبت".
وتستدرك الصحيفة بأن مؤسسة إسلامية قريبة من المتحف، قالت إن سعر دخوله للكبار هو ثمانية جنيهات، وستة جنيهات للصغار، تعني أنه يتربح من البؤس الذي يسببه تنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن عضو مجلس غلوسترشاير المحلي سعيد هانزدوت، قوله: "لا أفهم لماذا يشعر شخص بأنه من المناسب فتح متحف من هذا النوع أو زيارته". وأضاف: "من خلال فرض تعرفة على زيارة المتحف، يبدو لي أن المتحف يستفيد من المعاناة التي يسببها تنظيم الدولة. ولا أدري ما هي الفائدة من عرض صور مرعبة كهذه، فنحن نعرف ماذا يفعلون، ولا نريد رؤية هذه الصور مرة ثانية".
ويوضح هانزدوت أن المسلمين يجدون صعوبة في توضيح أنهم ليسوا مثل تنظيم الدولة، وأن هذا لا يعبر عن التفسير الحقيقي للإسلام، ويقول للصحيفة: "هذا أمر علينا مواجهته، يجب التصدي للنمطية السلبية التي أثرت على البعض في الماضي".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن جونز وصف مؤسسته بأنها المكان سيئ السمعة في
بريطانيا، ولكنه "تعليمي". مستدركا بأن "الصور قد تكون غير مريحة للعين، ولكن الجميع يتحدث عن تنظيم الدولة، ولا يمكننا في هذه الحالة تجاهل الأمر".