لم يتوان النظام الحاكم في
مصر عن استخدام كافة الوسائل للقضاء على الحراك الرافض للانقلاب، فمن القتل والاعتقال والتعذيب، إلى تشريع القوانين المقيدة للحريات، وصولاً إلى "تشويه الحقائق" عبر وسائل الإعلام، وغير ذلك من الأساليب التي لم تتمكن من إيقاف الفعاليات الثورية.
وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات "يائسة" من نجاعة أساليب تحالف دعم للشرعية في إجهاض الانقلاب العسكري؛ يصر قادة التحالف على استمرار حراكهم السلمي، معوّلين على عامل الزمن الذي يقرر أن من يظل واقفا لوقت أكثر؛ ينتصر في النهاية.
يقول القيادي في "التحالف" إسلام الغمري إن المعوَّل عليه في إنجاح
الثورة هو "سواعد الثوار على الأرض، رغم جرائم النظام وانتهاكاته في حقنا بالليل والنهار".
وأضاف لـ"عربي21": "نعمل على مواصلة الحراك الشعبي، وتوزيع الأدوار، وإطالة النفس، بالتوازي مع تأليب الرأي الدولي، والتحرك على المستوى الخارجي لفضح نظام الانقلاب".
وأوضح أن "الصراع من أجل انتزاع الحقوق والحريات ليس سهلاً ولا ميسوراً"، مشيراً إلى أن التحالف "لا يستجدي الحقوق من الأنظمة الفاشية، كما لا يعول على الأنظمة العربية أو الغربية التي تكيل بمكيالين".
وتابع الغمري: "تلك الدول والأنظمة لا تراعي مصالح وإرادات شعوبها، وقد أنفقت مليارات الدولارات لدعم الثورات المضادة، والآن تتحرك لدعم الشرعية في اليمن.. فهم لا يتحركون إلا عندما تتهدد عروشهم، وتتقاطع الانقلابات مع مصالحهم".
لا تراجع عن السلمية
من جانبه؛ أكد النائب بالبرلمان المصري محمد جمال حشمت، استمرار مراسلات معارضي الانقلاب مع الدول والحكومات ومنظمات المجتمع الدولي بكافة أنواعها، لمواصلة الضغوط على النظام في مصر.
وقال لـ"عربي21" إن "كل الأبواب مطروقة، وهناك ترتيبات تتم سيكشف عنها النقاب في وقتها، ونأمل أن نجني النتائج قريباً"، مشيراً إلى أن "تصعيد حملة الاعتقالات والقتل؛ هو ممارسة البائس والخاسر، وسلوك المرتجف".
واستبعد حشمت اللجوء إلى خيار آخر غير مواصلة الحراك الشعبي على الأرض ضد الاستبداد، "فلا تراجع عن السلمية"، مؤكداً أن أخطاء النظام الانقلابي ستساهم في إسقاطه.
وتابع: "الأنظمة تتعامل مع الانقلاب لأنه أمر واقع، ولكنه حين يشكل تهديداً عليهم؛ سيلفظونه كما لفظوا مبارك من قبل".
تطوير الحراك الشعبي
بدوره؛ دعا القيادي في التحالف الوطني المهندس إيهاب شيحة إلى تطوير الحراك الشعبي، مؤكداً أنه "لا توجد خيارات للتراجع حالياً أو مستقبلاً".
وقال لـ"عربي 21" إن كل ما يشاع عن وجود مصالحات أو مراجعات لا أساس له من الصحة، ذاهباً إلى أن النظام الحالي "لا يستطيع مصريٌّ شريف التعايش معه، أو الاعتراف به".
وأضاف: "واجهنا الانقلاب منذ بدايته، وأمعن في الناس قتلاً واعتقالاً وفتكاً وحرقاً، وعليه فلن يضيرنا الاستمرار".
الجماعة لن تهزم الدولة
أما أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة؛ فقال إن جماعة الإخوان المسلمين "لن تستطيع هزيمة دولة بأكملها، ولكن بمقدورها أن تحدث فيها ضرراً كبيراً ومستمراً، والخاسر الأكبر هو الوطن".
واستهجن في حديثه لـ"عربي21" ما أسماها بـ"إستراتيجية استنزاف الدولة وإنهاكها"، مندداً في المقابل بـ"سياسة استئصال جماعة الإخوان من الحياة السياسية، وإقصائها من المشهد".
وطالب نافعة السلطات بـ"الوضوح والشفافية في التعامل مع التيار الإسلامي، واستيعاب من لم يثبت تورطه بحمل السلاح في المشهد السياسي"، وقال: "دون ذلك؛ سيستمر الاستقطاب الشديد بين جميع الأطراف، وسيبقى الوضع متأزماً ومحتقناً".
دعوة لعصيان مدني
من جهته؛ قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير إبراهيم يسري، إن "
السيسي رئيس فعلي، وليس رئيساً شرعياً، ولكنه يمكن أن يشرعن نفسه بالعودة إلى الشعب، وإطلاق سراح المعتقلين، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة".
وتوقع أن يهيمن الاضطراب على مصر في ظل الوضع الراهن، داعياً إلى "العصيان المدني بهدف الضغط على النظام، ومن ثم إنشاء ائتلاف من قوى الثورة في مرحلة انتقالية".
وأضاف يسري لـ"عربي21": "النظام مغرور بنفسه ولا يسعى لأي تسوية، بل يريد اجتثاث الفصيل المعارض الذي سيزداد قوة، وتجارب التاريخ شواهد لمن يعقل دروسه".
وقال إن "الإخوان" لا يثقون في النظام الذي يقدم عروضاً مخادعة، تسعى إلى وضعهم تحت مظلة النظام كباقي الأحزاب الكرتونية.