أشاد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سلمان الدوسري، بموقف
قطر من الحلف الخليجي في مواجهة الخطر
الإيراني في اليمن، وعدم مناكفتها رغم خلافاتها السابقة مع ثلاث دول خليجية.
وقال الدوسري في مقال له، الثلاثاء، إنه: "لا يختلف أحد في أن أفضل التجارب التي أفرزتها المجالس الوحدوية العربية، هي تجربة
مجلس التعاون الخليجي (..)، ولما هبّت عاصفة الحزم، برزت الأنياب الخليجية في وجه الحوثيين وإيران، وارتفعت أسهم المجلس التعاوني، بعدما كانت في أدنى مستوياتها".
ولفت إلى أنه رغم أن القضية تمس الأمن القومي لدول المجلس، فإن عمان على سبيل المثال اختارت الحياد، غير أن قطر إلى جانب دول المجلس تسامت عن خلافات حدثت بينها، في دليل على حس المسؤولية العالي تجاه مواطنيها، بحسب الدوسري.
وتابع: "ما إن يدخل اليمن في الفوضى وتتآكله الحرب الأهلية وتتمدد إيران، فالجميع ليس ببعيد عن الخطر والكل متضرر، لا فرق بين من له حدود مع الدولة اليمنية كالسعودية وعمان، أو من هم بعيدون عنها كالإمارات وقطر والبحرين والكويت، عندما تحل الفوضى ستنتشر انتشار النار في الهشيم، وكل دول الجزيرة العربية سينالها نصيب منها".
وأضاف: "متى ما استغلت دول الخليج هذا التحالف في البناء عليه للحفاظ على أمنها واستقرارها، فسيكون أكبر دافع لإقناع مواطنيها بأن هذا المجلس، ليس فقط مجلساً خدماتياً كما تراه شريحة واسعة من الخليجيين، وإنما تجمع يقوى عاماً بعد الآخر، وتصقله السنون تماسكاً واندماجاً، وإذا كانت قوات (درع الجزيرة) من أفضل التجارب التي خرج بها المجلس، وساهم فعلياً في تحرير الكويت، والحفاظ على استقرار البحرين بإفشال المشروع الإيراني سيئ الذكر عام 2011.. فإن تحالف (عاصفة الحزم) مطالب بأن يستمر سواء كنواة للقوة العربية المشتركة، أم حتى كتحالف عسكري وأمني يدافع عن أمن دول المجلس واستقرارها".
وختم بأنه "مفهوم أن بعض الدول الخليجية لا تستطيع مواجهة إيران بالقوة والوضوح كما تفعل
السعودية، فلكل دولة دورها، لكن أيضاً غير مفهوم وغير مقبول أن تتمادى في تعزيز علاقاتك مع دولة تعاديك، وتستهدف أمنك واستقرارك".