زعم الاحتلال
الإسرائيلي أن هجومه الذي استهدف مجموعة من قيادات في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله قبل شهرين في هضبة
الجولان، قد نجح في منع إقامة قاعدة للانطلاق في تنفيذ عمليات ضد إسرائيل من الهضبة.
وفي أول تطرق رسمي لما حدث، قال وزير الحرب موشيه يعلون، إن
حزب الله دشن وحدة سرية خاصة تعنى بشكل خاص بتنفيذ العمليات ضد إسرائيل، انطلاقا من الجولان، حيث تم تنصيب جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، القائد السابق للذراع المسلح لحزب الله العسكري.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" الليلة الماضية عن يعلون قوله، إن جهاد مغنية الذي قتل في الهجوم كان يضع اللمسات الأخيرة على تهيئة الظروف في الجولان للانطلاق في تنفيذ العمليات.
ونوهت الصحيفة إلى أن الجنرال الإيراني الذي قتل في العملية كان يعمل مرشدا لمغنية، مشيرة إلى أن الإيرانيين كانوا يخططون لإنشاء جبهة متقدمة لإيران في مواجهة إسرائيل.
وزعمت الصحيفة أن كلا من قاسم سليماني قائد "لواء القدس" في الحرس الثوري وأمين عام حزب الله حسن نصر الله هما اللذان قررا تدشين الوحدة في الجولان.
وأوضحت الصحيفة أن أحد قادة الوحدة هو سمير قنطار، وهو لبناني درزي أمضى أكثر من 25 عاما في سجون الاحتلال، وأفرج عنه في عملية تبادل أسرى مع حزب الله.
وزعمت الصحيفة أن قنطار هو المسؤول عن إطلاق عدة صواريخ من الجولان على إسرائيل، أثناء العدوان الأخير على غزة.
وفي سياق متصل، شرع المستوطنون اليهود في هضبة الجولان السورية المحتلة في تغيير أنماط حياتهم بشكل جذري، إثر تعاظم المخاوف من انفجار الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وشرعت سلطات المحكم المحلي التي تدير شؤون المستوطنات في الهضبة، في اتخاذ احتياطات جذرية لمواجهة هذا السيناريو.
وقال رئيس رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في الجولان، إيلي مالكا، إنه وزملاءه في قيادة المستوطنين يستعدون لليوم الذي ينتهي فيه الهدوء الذي ساد على جانبي الحدود لأكثر من 40 عاما.
ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الأحد الماضي عن مالكا قوله، إن مجالس الحكم المحلي في مستوطنات الجولان باتت معنية بتعزيز "الحصانة النفسية" للمستوطنين، وتمتين قدرتهم على الصمود، استعدادا لحدوث تحولات جذرية على الواقع الأمني في المنطقة.
وأضاف: "استمتعنا بأربعين عاما متواصلة من الهدوء، نجحنا خلالها في تطوير الزراعة والسياحة بشكل جذري"، مشددا على إن الإجراءات التي يتم تطبيقها حاليا تأخذ بعين الاعتبار التحولات المتلاحقة التي تحدث في المنطقة، لا سيما في هضبة الجولان.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه على الرغم من أن قادة إسرائيل لا يقرون بذلك صراحة، وبشكل علني، إلا أنهم مرتاحون تماما لاستمرار الاقتتال وغياب الحسم في المواجهة الدائرة في
سوريا، على اعتبار أنه أفضل السيناريوهات بالنسبة لتل أبيب.
وأعادت الصحيفة للأذهان الأربعاء، حقيقة أن جيش النظام السوري كان قبل تفجر الأحداث أكبر قوة عسكرية تقليدية تحسب لها إسرائيل الحساب، منوهة إلى أن دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب معنية بتواصل القتال الذي يضمن تصفية وجود هذا الجيش تماما، وتحييد قوته التقليدية.
وحذّرت الصحيفة من أن سيطرة التنظيمات الجهادية السنية على سوريا، هو سيناريو تفزع منه دوائر صنع القرار في تل أبيب، على اعتبار أنه لا يمكن التنبؤ بسلوك هذه التنظيمات، ويستحيل ردعها عبر استخدام القوة العسكرية.