يظنونه خيط رفيع ذلك الذى يفصل بين "الأدب" و"قلة الأدب" بين "الانتقاد" و "الانحطاط "..ولكنها مساحة كبيرة واسعة، وليست أبداً خيطاً رفيعاً.
ومن وقت لآخر، يخرج علينا من يصفون أنفسهم بالمجددين أو حملة التنوير أو الفكر التنويري الجديد عبر صحف وفضائيات، يحطمون القيم والأخلاقيات، ويفتتون في عظم الدين، مرة بالتشكيك في السنة النبوية الشريفة، وثانية بإنكار عذاب القبر، وثالثة باعتبار النقاب بدعة يهودية، ولكنها ظلت محاولات يائسة بائسة، سرعان ما تخبو، كفتن كثيرة كان مصيرها أن تذهب إلى سلة الإهمال.
ولكن منذ الخطاب الشهير الذى خرج به عبد الفتاح السيسي في ذكرى المولد النبوي الشريف، الذى دعا فيه صراحة إلى الثورة على التراث والثوابت، على الفور تلقف الدعوة من يتربصون بالوطن وقيمه وبدينه الرسمي، وبدأوا مرحلة جديدة تعدت كل الحدود، وكأنها حرب كانت فقط بانتظار ساعة الصفر.
ومن بين هؤلاء واحد أعدوه من فترة لهذا الدور، وهذه المرحلة، وكل مؤهلاته العلمية حصوله على ليسانس الحقوق و ماجستير في طرق التعامل مع التراث من جامعة ويلز "البريطانية".
وبالفعل بدأ في التعامل مع التراث عبر برنامجه الذى نال شهرته من الهجوم والتجرؤ على الدين، وبدأ رحلة تفتيشه عن التراث على طريقته، فأعلن على الناس في مرحلة "البجاحة" بأن الخروج على الدين ليس ردة، وأن "الحور العين" اللائي بشر بهن الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم مجرد "وهم"، وأن ابن تيمية "إرهابي"، بل هو "رب الإرهاب في العالم"، بحسب وصفه، وعلى يديه كان القتل واستباحة الدماء، وأن علم الحديث وأصوله هو علم "تافه"، وأن السلفيين هم "أهل إفك وكذب ونفاق"، وأن شيوخ السلفية "كذابون"، ولا يوجد شيء اسمه "أهل الذكر".
وظلت هذه "اللا أفكار" تخرج على الناس بلا تعقيب ولا محاسبة ولا حتى حد أدنى من الخجل، باستثناء رد هنا، أو تعقيب هناك، ويستمر هذا الصوت الذى جاء من أقبح مساحات في التاريخ لتتحول مرحلة " التبجح " والافتراءات إلى مرحلة "الوقاحة" و"قلة الأدب"، ليحطم كل قواعد الانتقاد والبحث والاختلاف والخلاف، فيصف الأئمة الأربعة "أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل "بأنهم "سفلة"، وأنهم يجب أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وأن كتبهم، كتب الأئمة الأربعة" تستحق أن تمزق تمزيقاً، وتحرق، حتى لا يظهر لرمادها أثر!
وقالها ثانية بوضوح: "الأئمة الأربعة هم السفلة الإرهابيون المتطرفون الذين يجب أن يصلبوا من خلاف "، وغيرها من البذاءات.. وهكذا يكون الحديث عندما يتحدث "سافل" عن الأئمة الأربعة "بتطاول تعدى كل حدود اللياقة، ولا يستطيع مثل هؤلاء أن يذكروا حتى راقصة بهذه الأوصاف.. وقصدت -رغم أني ضد هذه المدرسة في الكتابة- أن أصف هذا الجاهل المجهل بمثل هذه الأوصاف، ربما يشعر هو و من يبرر له بذاءاته بأنها من باب حرية الرأي والتعبير والنقد، ربما يشعرون بقسوتها.
وكذلك على كل من يتطاول على السنة النبوية والعلماء الذين أفنوا أعمارهم لينقحوها لتصل إلينا كما خرجت عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وعلى كل من ينادى بالاكتفاء بالقرآن والتشكيك في السنة النبوية المطهرة، فليستمعوا من ابن القيم قبل أن يناله هو الآخر بذاءات أمثال هؤلاء الجهلة الجهولين : "وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته ونشأته ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل في عداد أتباعه وحزبه، والناس في هذا بين مستقلّ ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم".
وهناك في حياتنا من يصرون على حرمان أنفسهم من هذا الفضل.. وهم أحرار في اختيار طريق الحرمان من الفضل والنعمة، ولكن ليس من حقهم أبداً أن يتطاولوا، ولا أن يهيلوا التراب على أسماء وقيم ستبقى -مهما اختلف أو اتفق الناس حولهم- نوراً يهتدى به.
ومن وقت لآخر، يخرج علينا من يصفون أنفسهم بالمجددين أو حملة التنوير أو الفكر التنويري الجديد عبر صحف وفضائيات، يحطمون القيم والأخلاقيات، ويفتتون في عظم الدين، مرة بالتشكيك في السنة النبوية الشريفة، وثانية بإنكار عذاب القبر، وثالثة باعتبار النقاب بدعة يهودية، ولكنها ظلت محاولات يائسة بائسة، سرعان ما تخبو، كفتن كثيرة كان مصيرها أن تذهب إلى سلة الإهمال.
ولكن منذ الخطاب الشهير الذى خرج به عبد الفتاح السيسي في ذكرى المولد النبوي الشريف، الذى دعا فيه صراحة إلى الثورة على التراث والثوابت، على الفور تلقف الدعوة من يتربصون بالوطن وقيمه وبدينه الرسمي، وبدأوا مرحلة جديدة تعدت كل الحدود، وكأنها حرب كانت فقط بانتظار ساعة الصفر.
ومن بين هؤلاء واحد أعدوه من فترة لهذا الدور، وهذه المرحلة، وكل مؤهلاته العلمية حصوله على ليسانس الحقوق و ماجستير في طرق التعامل مع التراث من جامعة ويلز "البريطانية".
وبالفعل بدأ في التعامل مع التراث عبر برنامجه الذى نال شهرته من الهجوم والتجرؤ على الدين، وبدأ رحلة تفتيشه عن التراث على طريقته، فأعلن على الناس في مرحلة "البجاحة" بأن الخروج على الدين ليس ردة، وأن "الحور العين" اللائي بشر بهن الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم مجرد "وهم"، وأن ابن تيمية "إرهابي"، بل هو "رب الإرهاب في العالم"، بحسب وصفه، وعلى يديه كان القتل واستباحة الدماء، وأن علم الحديث وأصوله هو علم "تافه"، وأن السلفيين هم "أهل إفك وكذب ونفاق"، وأن شيوخ السلفية "كذابون"، ولا يوجد شيء اسمه "أهل الذكر".
وظلت هذه "اللا أفكار" تخرج على الناس بلا تعقيب ولا محاسبة ولا حتى حد أدنى من الخجل، باستثناء رد هنا، أو تعقيب هناك، ويستمر هذا الصوت الذى جاء من أقبح مساحات في التاريخ لتتحول مرحلة " التبجح " والافتراءات إلى مرحلة "الوقاحة" و"قلة الأدب"، ليحطم كل قواعد الانتقاد والبحث والاختلاف والخلاف، فيصف الأئمة الأربعة "أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل "بأنهم "سفلة"، وأنهم يجب أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وأن كتبهم، كتب الأئمة الأربعة" تستحق أن تمزق تمزيقاً، وتحرق، حتى لا يظهر لرمادها أثر!
وقالها ثانية بوضوح: "الأئمة الأربعة هم السفلة الإرهابيون المتطرفون الذين يجب أن يصلبوا من خلاف "، وغيرها من البذاءات.. وهكذا يكون الحديث عندما يتحدث "سافل" عن الأئمة الأربعة "بتطاول تعدى كل حدود اللياقة، ولا يستطيع مثل هؤلاء أن يذكروا حتى راقصة بهذه الأوصاف.. وقصدت -رغم أني ضد هذه المدرسة في الكتابة- أن أصف هذا الجاهل المجهل بمثل هذه الأوصاف، ربما يشعر هو و من يبرر له بذاءاته بأنها من باب حرية الرأي والتعبير والنقد، ربما يشعرون بقسوتها.
وكذلك على كل من يتطاول على السنة النبوية والعلماء الذين أفنوا أعمارهم لينقحوها لتصل إلينا كما خرجت عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وعلى كل من ينادى بالاكتفاء بالقرآن والتشكيك في السنة النبوية المطهرة، فليستمعوا من ابن القيم قبل أن يناله هو الآخر بذاءات أمثال هؤلاء الجهلة الجهولين : "وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته ونشأته ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل في عداد أتباعه وحزبه، والناس في هذا بين مستقلّ ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم".
وهناك في حياتنا من يصرون على حرمان أنفسهم من هذا الفضل.. وهم أحرار في اختيار طريق الحرمان من الفضل والنعمة، ولكن ليس من حقهم أبداً أن يتطاولوا، ولا أن يهيلوا التراب على أسماء وقيم ستبقى -مهما اختلف أو اتفق الناس حولهم- نوراً يهتدى به.
شارك
المزيد من هذا الكاتب
