صحافة عربية

احتفالات وجنازات..حرق كتب ومصري مختطف لدى الحوثيين

الصحافة المصرية الجديدة - الصحافة المصرية الثلاثاء
سيطر على الصحف المصرية الصادرة الثلاثاء 14 نيسان/ أبريل 2015 مشهد احتفالات المصريين بأعياد الربيع المعروفة شعبيا بـ"شم النسيم"، وذلك بالخروج إلى الحدائق والشواطئ والمتنزهات، وتناول الأسماك المملحة، إلى جانب خروج جنازات كبيرة في محافظات عدة لتشييع جنازات عناصر الجيش والشرطة، ضحايا التفجيرات، التي استهدفت كمينا، ومدرعة، وقسم ثالث العريش، قبل أيام.
 
وتحدثت صحيفة "الدستور" عن انتهاكات "لم يسبق لها مثيل" ارتكبتها الشرطة المصرية"، فيما أبرزت "المصري اليوم" واقعة حرق الكتب بإحدى المدارس، ومن جهتها، كشفت "الوطن" عن اختفاء موظف بالسفارة المصرية في اليمن، وسط تأكيدات من أسرته بأن الحوثيين قد اختطفوه.
 
وجذبت "الشروق" النظر إلى مقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي بالجريدة، الذي أكد فيه أن تعيين خالد بحاح نائبا للرئيس اليمني عبد ربه هادي يمهد لخروج هذا الأخير من المشهد.
 
احتفالات المصريين بشم النسيم
 
 احتفل ملايين المصريين بشم النسيم الاثنين، وتدفقت الأسر ومجموعات الشباب على الحدائق العامة، والشواطئ، والمتنزهات، وكورنيش النيل، ومراسي المراكب النيلية، في أجواء من البهجة والفرحة، وذلك على الرغم من مزاعم التهديدات الإرهابية، وهو ما أبرزته صحف الثلاثاء في مانشيتاتها، مع صور الشواطئ المزدحمة، والمواطنين، وهم بالحدائق، يتناولون الفسيخ والرنجة، وغيرهما من الأسماك المملحة.
 
فقالت "الشروق" في مانشيتها: "احتفالات الربيع تتحدى الإرهاب"، مشيرة إلى أن "شم النسيم كامل العدد". وقالت: "المواطنون يتدفقون على الحدائق.. والسيسي يحتفل في المعمورة.. وزحام في القناطر الخيرية.. والمراكب الخيرية تستقبل العرب بأعلام بلدانهم".
 
ومن جهتها، قالت "المصري اليوم": 100 ألف يحتفلون بشم النسيم في حديقة الحيوان. وأضافت: إشغالات الفنادق في أعلى معدلاتها.. ومحافظ القاهرة يأمر بتقديم كيس قمامة لكل أسرة.
 
وفي التقرير، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الصحة قوله إن إجمالي حالات التسمم الناتجة عن تناول الفسيخ بلغ حتى عصر الاثنين سبع حالات، بينهم ست بالإسكندرية، وحالة واحدة بالقاهرة، تم نقلها إلى مستشفى قصر العيني، فيما تم نقل الحالات الست الأخرى لمركز السموم بالمستشفى الجامعي في الإسكندرية.
 
هذا فضلا عن ثماني حالات غرق في الاحتفالات في القاهرة والمحافظات، بحسب الوزارة.
 
ومع صورة "شاطئ بالإسكندرية كامل العدد" أيضا، قالت الأهرام: "الحدائق والشواطئ "كاملة العدد" في شم النسيم.
 
مصر "التي في الجنازات"
 
هذه مصر كما رأتها صحيفة "الوطن" في مانشيتها، مقابل "مصر التي في الاحتفالات"، وفق تعبيرها، فقسمت الصفحة الأولى نصفين، ما بين صورتين لـ"آلاف المصريين الذين تناولوا الفسيخ في الحدائق"، وصورة "المئات في جنازة النقيب عمرو شكري في العريش"، قائلة، في مانشيت عريض يجمع بينهما: "مصر التي في الاحتفالات.. ومصر التي في الجنازات".
 
وقالت الوطن: "مواكب الشهداء تتواصل من سيناء للصعيد.. والهتاف يوحد الجميع": الإخوان أعداء الله"، زاعمة أن "هتافات القصاص من الجماعات الإرهابية وتنظيم الإخوان وحدت جنازات شهداء الجيش والشرطة في تفجيري قسم ثالث العريش ومدرعة كرم القواديس التي امتدت لتشمل أغلب المحافظات من العريش بشمال سيناء، وحتى الفيوم بالصعيد".
 
وهكذا، لوحظ هذا التوظيف السياسي لتشييع جنازة ضحايا التفجيرات في الكيد لجماعة الإخوان المسلمين في تغطية صحيفة "المصري اليوم" أيضا للحدث، إذ نشرت صورة لـ"الآلاف يشيعون جثمان إحدى ضحايا الغدر في الدقهلية"، وذلك بمانشيت أحمر اللون ، على ستة أعمدة يقول: "مواكب الشهداء تطالب بالقصاص".
 
وزعمت الصحيفة أن "الجنازات في المحافظات تحولت إلى مظاهرات غاضبة ضد جماعة الإخوان، وتنظيم داعش، وطالب المشيعون بالقصاص من القتلة"، على الرغم من عدم وجود علاقة للإخوان بالتفجيرات، بعد أن أعلن تنظيم "ولاية سيناء" مسؤوليته عن التفجيرات، بينما  أكدت جماعة الإخوان المسلمين استمساكها بالسلمية، وإصرارها عليها، في بيان أصدرته قبل أيام.
 
وأضافت "المصري اليوم" أن ذلك يأتي فيما استمرت محاولات الإرهاب استهداف قوات الأمن والمدنيين والمنشآت الحيوية.
 
وتابعت الصحيفة في عناوينها -تحت المانشيت-: تحقيقات تفجير العريش: سيارة الانتحاري حملت 200 كيلو متفجرات.. استشهاد جندي في رفح.. وإصابة ثلاثة في انفجار بحلوان، وتفجير برج كهرباء في البحيرة".
 
وغير بعيد، قالت الشروق: مصر تشيع شهداء الواجب بالغضب.. مصدر أمني: التحفظ على جثة إرهابي وأشلاء انتحاري نفذا هجوم قسم ثالث العريش، مضيفة: "ردد المشيعون هتافات غاضبة تطالب بالقصاص للشهداء، وإعدام قيادات جماعة الإخوان"!
 
ومع صورة "محلب خلال صلاة الجنازة على جثماني شهيدي العريش"، قالت الأهرام: "مصر تودع شهداء سيناء.. وزير الداخلية يتعهد بالقصاص ومواصلة الحرب ضد الإرهاب".
 
وفي مقدمة التقرير، قالت الأهرام: "وسط هتافات مطالبة بالقصاص، وبمواصلة الحرب ضد الإرهاب، شُيعت الاثنين جثامين شهداء حادثي العريش والشيخ زويد الإرهابيين، بحضور مندوبين عن الرئيس عبدالفتاح السيسي"، وفق قولها.
 
عودة الدولة البوليسية في مصر
 
هذا هو المانشيت  الذي خرجت به صحيفة الدستور الثلاثاء، فيما مثل مفاجأة للرأي العام، ذلك أن هذه الصحيفة يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال القبطي رضا إدوارد، وكانت أكثر الصحف المصرية دفاعا عن الشرطة المصرية ودورها المزعوم في مكافحة الإرهاب.
 
كما اشتهرت الصحيفة بدفاعها المستميت عن انتهاكات الشرطة بحق المواطنين، فضلا عن تاريخها السيئ في التحريض على العنف والكراهية، واستهداف الإخوان المسلمين، وممالأة قادة الانقلاب العسكري، ومن قبل التحريض على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين.
 
لكن الصحيفة صدرت الثلاثاء بعناوين بعرض صفحتها الأولى تقول: "عودة الدولة البوليسية فى مصر.. وبشكل لم يسبق له مثيل على مدى تاريخ الشرطة المصرية"!
 
وأكدت الصحيفة: "التجاوزات الفجة لبعض ضباط وزارة الداخلية التى تجاوزت كل الحدود"، بحسب وصفها، موضحة "قيام وزارة الداخلية بإلقاء القبض على محرر تحت التمرين، باعتباره صاحب الحملة التي شنتها الجريدة على التجاوزات الفجة وغير المسبوقة من ضباط الشرطة".
 
وانتقدت الصحيفة "الهجوم بسيارت مدججة بالسلاح، وبعشرات الضباط والأمناء والجنود، للقبض على محرر تحت التمرين، بطريقة الانقضاض والخطف للترهيب والترويع للجريدة، اعتقادا منهم أن هذا المتدرب هو صاحب الحملة التي شنها صحفيو الدستور الأبطال ضد التجاوزات الفجة، وغير المسبوقة من بعض ضباط الشرطة، التي تؤكد عودة الدولة البوليسية فى مصر من جديد"، وفق الصحيفة.
 
وأكدت "الدستور" أن المحرر المتدرب المقبوض عليه، أصرت وزارة الداخلية بإلحاح شديد على إدارة الجريدة أن يكون مندوبا لها بالجريدة، لعلاقته القوية بهم، ووافقت الجريدة على طلبهم، حسبما قالت.
 
وبينما شددت على أنها "ستوالي نشر جميع التجاوزات الفجة بعد انتهاء الحداد على أرواح شهداء مذبحة العريش"، وقالت: "إن الشعب بجميع طبقاته الاجتماعية يشعر بالإحباط الشديد وبالتجاوزات الفجة والمريبة لبعض ضباط الشرطة، التي تؤكد عودة الدولة البوليسية ودولة القهر بشكل غير مسبوق في مصر"!
 
وزارة التعليم تحرق الكتب
 
مع صورة "وفد الوزارة في أثناء حرق الكتب"، قالت المصري اليوم: إعدام 75 كتابا.. وبثينة: حصلنا على موافقات أمنية.. وزارة التعليم تحرق كتبا في "مدارس الإخوان".
 
وفي التفاصيل، قالت المصري اليوم: "أعدمت مديرية التربية والتعليم بالجيزة 75 كتابا إخوانيا بالمدارس التابعة للجماعة في المحافظة، التي تخضع لإشراف الوزارة بعد التحفظ عليها، وبعد جرد لجنة من الوزارة مكتبة مدرسة "فضل" الإخوانية، والعثور على الكتب التي تحمل أفكارا متشددة"!
 
 وعلمت "المصري اليوم" أن قائمة أسماء الكتب التي تم إعدامها من بينها "علم الإنسان فى القرآن"، لمؤلفه علي القاضي، و"عالم الجن والشياطين"، لعمر سليمان الأشقر، و"منهاج المسلم"، لأبي بكر صابر الجزائري، و"كلمات عابرة للمرأة المسلمة"، لمحمد أمين حراز عالم، وتوجيهات إسلامية للشيخ محمد بن جميل"!
 
ويمثل ما أشارت إليه الصحيفة فضيحة مدوية للنظام الحاكم في مصر، نظرا لأن الكتب المحروقة لا تحمل أي تطرف، وإنما تتمتع بالوسطية والاعتدال، فضلا عن أن مؤلفيها يحظون بالقبول في العالم الإسلامي، ما يصم تصرف الوزارة بالتشدد والتطرف والرجعية، وليس العكس، وفق مراقبين.
 
اتهام الحوثيين بخطف "موظف السفارة"
 
كشفت صحيفة "الوطن" عن اتهام زوجة إبراهيم منتصر الموظف بالمركز الثقافي المصري التابع للسفارة المصرية في اليمن لمليشيات الحوثيين باختطاف زوجها مساء السبت قبل الماضي، بعد أن تعرفوا على جنسيته أثناء إجرائه مكالمة هاتفية في شارع جدة بالعاصمة اليمنية صنعاء.
 
وأضافت الزوجة: "كان بيكلمني من تليفونه، وفجأة قال إنه شاف ستة حوثيين عايزين يقبضوا عليه، وبعدها انقطع الاتصال، وحاولت أكلمه أكثر من مرة، لقيت تليفونه مقفول".
 
وهكذا، قالت الوطن: أزمة "موظف السفارة" باليمن.. زوجته: الحوثيون خطفوه.. والخارجية: "مفيش مخطوفين"!
 
تعيين بحاح تمهيد لخروج هادي
 
جذبت صحيفة "الشروق" النظر إلى مقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي بالجريدة، الذي أكد فيه أن تعيين خالد بحاح نائبا للرئيس اليمني عبد ربه هادي يمهد لخروجه من المشهد.
 
وجاء المقال بعنوان: "ضوء في نفق الحرب المظلم"، واستهله هويدي بالقول: "إشارات انفراج الأزمة اليمنية بدأت تلوح في الأفق، على نحو يمكننا من القول بأننا مقبلون على أسبوع حاسم قد يضع نهاية للحرب العبثية الدائرة هناك".
 
وفصل هويدي ما أجمله بالقول: "إعلان تعيين السيد خالد بحاح نائبا لرئيس الجمهورية (الأحد 12/4) يعد أبرز تلك الإشارات"، مضيفا أن "الرجل البالغ من العمر خمسين عاما يلقى قبولا من كل الأطراف".