هاجم الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن
نصر الله المملكة العربية
السعودية، متهما إياها بممارسة العدوان على الشعب
اليمني، معتبرا أن السعودية مسؤولة عن فكر تنظيم الدولة، ودعا القيادة المصرية إلى التدخل لوقف قتل اليمنيين.
وقال حسن نصر الله، في كلمة ألقاها الجمعة، في إطار يوم التضامن مع الشعب اليمني، "من المعلوم أن
داعش والقاعدة و"بوكو حرام" هي مدرسة السعودية، وبات واضحا أن القصف الجوي لا يحسم المعركة، والهجوم البري مكلف، وليس أمام اليمنيين سوى الصمود، وهم جاهزون للحل السياسي".
وأضاف لقد حاولوا "إعطاء الحرب بعدا طائفيا، بأنها حرب سنية شيعية، هذا عدوان سعودي على اليمن لأهداف سياسية. أكثر عنوان مضحك طرح خلال الأسابيع الماضية وهو عنوان الدفاع عن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، من الذي يهدد الحرمين الشريفين؟ الشعب اليمني؟ الجيش اليمني؟ اليمنيون يعشقون رسول الله وآل البيت".
وسجل أن "الملك عبد العزيز آل سعود بعد أن سيطر على دول الحجاز قام أتباعه الوهابيون بتهديم الآثار الدينية والتاريخية لرسول الله، من منازل وأضرحة وقلاع وقبور، وعموما دمروا كل شيء، وكان هناك قرار بهدم قبر الرسول والتاريخ أثبت ذلك".
وتابع "أقول لكم نعم هناك تهديد للحرمين الشريفين من داعش، عندما أعلن أن دولة الخلافة ستهدم الكعبة لأنها مجموعة أحجار تعبد من دون الله وتتنافى مع التوحيد، الحرم النبوي في خطر من داخل السعودية والفكر والثقافة الوهابية، كتب التاريخ تشهد على ذلك".
وزاد "الحرم النبوي مهدد، ولا نعرف متى سيتم تفجير قبر النبي، وأوضح هذا منسجم مع ثقافتهم، فاضطر الملك أن يتنازل، وبقي لنا قبر النبي، ولكن ممنوع لأحد أن يقترب منه، أمة العرب قبل الإسلام إذا كان لها من أمجاد وشرف وكرامة فبفضل النبي محمد".
وأفاد "أن الملك عبد العزيز كان سينطلق إلى هدم قبر النبي، فصرخ العالم الإسلامي في مصر والهند، وتركيا وإيران، والعراق وبلاد الشام والدول الإفريقية، ومن باب الصدفة أكثر من كان له تأثير على منع هدم قبر الرسول، هو جامع الأزهر وعلماء المسلمين، عام 1926 في شهر نيسان".
وعن الحرب قال "أما الهدف للحرب فالمسؤولون السعوديين قالوا إنه من أجل الدفاع عن الشعب اليمني، الدفاع يكون عبر حصار 24 مليون يمني، وفقدان الطعام واللوازم الطبية، والأسوأ ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، ويقولون إن المسلحين هم بين المدنيين، فضائيات عاصفة الحزم لم تعرض المشاهد وكل تلفزيون خائف لم يعرض مشاهد العنف والمجازر".
وتابع الرمز الشيعي "تحدثت عن الحجج الواهية لتبرير الحرب السعودية على اليمن، فتم التكلم عن التهديد اليمني المفترض للسعودية، ومواجهة الهيمنة الإيرانية، وفي خطابي السابق قلت بحق إن الهدف الحقيقي لهذه الحرب هو إعادة الوصاية السعودية الأمريكية على اليمن، بعد أن استعاد الشعب اليمني سيادته".
وأضاف نصر الله، "يجب أن نشكر الشعب والحكومة الباكستانية على موقفهم، باكستان أي هند عام 1962، وأدعو القيادة المصرية والأزهر الشريف، كما منعتا هدم قبر النبي، نطالبهم بمنع هدم بلد من بلاد النبي محمد، حتى يزدادوا شرفا وكرامة، وللضغط لأجل وقف الحرب ورعاية الحل السياسي".
وأوضح "خلال هذه الأسابيع، طرحت في كلمات المسؤولين والسياسيين مجموعة شعارات منها: قالوا هذه حرب العرب والعروبة، الدفاع عن عروبة اليمن هل فوضت الشعوب العربية النظام السعودي بالحرب على اليمن، وهو حرب العرب على من؟".
وعن موقف حزبه قال: "هذا الموقف منذ اليوم الأول أعلناه لله، وليوم القيامة والحساب وليس للتاريخ، نحن قوم مسؤولون أمام الله، وسنحاسب على هذا الموقف خصوصا في المرحلة الخطيرة التي تطال الأمة جمعاء".
وتابع "من واجبنا الإنساني والأخلاقي والديني أن نتخذ هذا الموقف، وكل أبناء الأمة عليهم أن يتخذوا الموقف المناسب، ونحن لن يمنعنا شيء لا تهويل ولا تهديد من أن نواصل إعلاننا لموقف التنديد للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن".
"نحن في هذا اللقاء هدفنا أن نعلن رفضنا وتنديدنا واستنكارنا للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وأن نعلن تضامننا وتعاطفنا مع الشعب المظلوم" يضيف حسن نصر الله.
وشدد على أن "الأمور بحاجة إلى وقت حتى يقتنع النظام السعودي أن الشعب اليمني لن يستسلم، لكن يبدو أن بعضهم لديه آمال، حتى هذه اللحظة لا يصغي إلى الأصوات التي تطالب بالتسوية السياسية، أغلب الأصوات في العالم تطالب بذلك، عليهم أن يتواضعوا وأن يقبلوا بالوقائع".
وأكد "لا شيء سيمنعنا من مواصلة هذا الصوت العالي من أجل عباد الله الذين تسفك دماؤهم في بلاد المسلمين، داعش النصرة بوكو حرام، حركة الشباب في الصومال، كل هؤلاء من أين، راجعوا ثقافتهم. كفى حروبا وتحريضا وتضليلا باسم الإسلام والحرمين الشريفين".
وأضاف وصلنا إلى قناعة بعد حرب اليمن، أنه من أجل مصلحة لبنان الكبرى، ومصلحة شعوب الأمة، يجب أن يقف العالم كله وننتهي من الطمع بالمال، ونقول كفى، إلى أين تأخذون كل الذي يحصل. الخاسر الأكبر هو فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين، والرابح الأكبر هو إسرائيل".
ووجه السؤال إلى الشعوب العربية: "هذا الفكر الذي تحمله الجماعات التي تدمر المجتمعات ويدمر الجيوش والدول والأمة، هذا فكر من؟ من أين جاء، ثقافة من؟ من الذي يدرس هذا الفكر؟ ومن الذي يبني مدارس لتعليم شباب المسلمين الفكر التكفيري؟ بكل وضوح السعودية تقوم بذلك من أموال المسلمين وحجاج بيت الله الحرام، يجب أن يقف العالم ويقول للسعودية كفى".
وقال بلهجة حاسمة "آن الأوان للحديث بوضوح، لا حرب بالواسطة، والسفير السعودي بواشنطن أعلن الحرب، والجيش السعودي يقصف ويدمر ويقتل، هذه مملكة الخير، رغم أننا ننادي بالحل السياسي، برأيي آن الأوان أن يقف المسلمون والعرب والعالم ليقولوا للسعودية كفى".
وسجل "لسنوات إيران تسعى للحوار مع السعودية، والتفاهم مع السعودية وتمد يد الحوار، ولكن السعودية دائما كانت ترفض وبشكل مسيء، إيران مستعدة ومؤمنة بالحوار مع السعودية، ولكن السعودية تكابر لأنها في سوريا فشلت وفي لبنان والعراق فشلت، وهي الآن تبحث عن نجاح بقتل نساء وأطفال اليمن والبحرين".