تحدث علماء فضاء في مؤتمر يعقد قرب العاصمة الإيطالية عن وجود نحو 500 كويكب من شأنها أن تهدد كوكب
الأرض، مشيرين إلى وسائل يمكن اتباعها لإبعاد خطرها.
والكويكبات هي أجرام صلبة تراوح أحجامها بين الحجارة الصغيرة والصخور الهائلة. وتسبح في جوار الأرض أعداد كبيرة من الكويكبات، لكن معظمها ذو قطر يتراوح بين 15 مترا وثلاثين، وهي من بقايا تشكل المجموعة الشمسية التي يتواجد فيها كوكب الأرض.
وقال ديتليف كوشني مدير وحدة الأجرام الفضائية القريبة من الأرض في وكالة
الفضاء الأوروبية: "هناك ما يقارب 500 جرم فضائي مرصود، يمكن أن يصطدم أحدها بالأرض في الأعوام المئة المقبلة، لكن احتمال وقوع ذلك ضعيف، ولا يتجاوز لبعض هذه الأجرام نسبة واحد من مليون". وأضاف: "نحن نتتبع مسارات هذه الأجرام (..)، وفي حال وجود خطر حقيقي، فسنكون أمام واحد من حلين"، يقضي الحل الأول بأحداث "حادث مروري فضائي"، أي صدم الكويكب مرارا لجعله ينحرف في مساره عن الأرض، أما الحل الثاني، فهو تدمير الكويكب بواسطة تفجير نووي. إلا أن تنفيذ أي من هذين الحلين ليس بالأمر باليسير، لكون هذه الكويكبات تسبح بسرعة عشرة كيلومترات في الثانية.
وقال كوشني: "أظهرت دراسة أميركية حملت اسم (ديب امباكت) أننا قادرون على إصابة أي جرم يزيد قطره عن مئة متر، سنلجأ في ذلك على الأرجح لأقمار اصطناعية موجهة تلقائيا بواسطة كاميرا، لأنه لن يكون أمامنا الوقت الكافي لإرسالها من الأرض". وقال ويليام أليور أحد المشرفين على المؤتمر: "كان إنقاذ كوكب الأرض من جرم فلكي أمرا خياليا قبل عشر سنوات، أما اليوم فقد أصبح هما عالميا حقيقيا".
ويحضر المؤتمر علماء من وكالة الفضاء الأميركية ناسا، ومن وكالة الفضاء الأوروبية. وقالت ديبي لويس الخبيرة في الكوارث: "نحن بحاجة إلى قيادة وتحكم وتنسيق واتصالات على مستوى عالمي" في مواجهة خطر كهذا، لان الأضرار التي قد تنجم جراء ارتطام كويكب بالأرض قد تكون هائلة، ويتحدد ذلك بحسب حجمه.
فالاعتقاد السائد في صفوف العلماء أن سقوط كويكب قبل 65 مليون سنة على الأرض أدى إلى انقراض 75 % من الأنواع الحية على الكوكب، بما في ذلك الديناصورات. وفي حال التثبت من أن كويكبا في طريقه للارتطام بالأرض، سيطرح ذلك مشكلات وتحديات هائلة، إذا كان أكبرها إجلاء السكان في موقع الارتطام أو إنقاذهم، فإن تحديات مثل إنقاذ البنى التحتية للمنطقة المنكوبة لا تقل صعوبة.
ويضاف إلى ذلك كله أنه من المستحيل توقع ما سينجم عن هذا الارتطام من آثار، فإذا كان البشر ما زالوا غير قادرين على توقع أضرار الزلازل والكوارث الطبيعية، فسيكون من الصعب جدا توقع آثار ارتطام جسم يطير بسرعة هائلة بكوكب الأرض.
وأوضحت لويس أن جلسات من العمل تعقد مع حقوقيين لتبيين بعض الأمور ذات الأبعاد القانونية التي قد تطرأ في أحوال كهذه، قائلة: "لو فرضنا أننا طلبنا من رئيس بلدية روما إجلاء السكان عنها ثم سقط الكويكب في البحر، هل سنجد أنفسنا ملاحقين أمام القضاء ومطالبين بدفع تعويضات؟". وخلصت إلى القول: "تطرح هذه القضية صعوبات جمة على أصحاب القرار".