سياسة عربية

السيسي ينأى بنفسه عن الحملة الإعلامية على الدين (فيديو)

دافع السيسي عن نفسه من التهم الموجهة له بمحاربة الإسلام - تويتر
 
ألمح الرئيس المصري بعد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى رفضه للتجاوزات المتزايدة على الدين الإسلامي من قبل بعض الإعلاميين المصريين، وهو ما فسره مراقبون بخوف السيسي من ردة فعل الشعب المصري على هذه الحملة، لاسيما بعد الضجر الذي بدأ يظهر في أوساط مشايخ في الأزهر عكسه هجومهم على أحد رموز الحملة، وهو إسلام البحيري، مع العلم أن الحملة التي تابعتها "عربي21" مرارا قد شارك فيها عدد من الإعلاميين، وكان لفضائية "أون تي في" التي يملكها المليادير القبطي نجيب سويرس فيها دور لافت، من خلال إبراهيم عيسى ويوسف الحسيني، كما شاركت فيها فضائيات أخرى، وصحف أيضا.

وأوضح السيسي خلال إلقائه كلمة في الكلية الحربية بالقاهرة الجمعة أن محاولة إصلاح الخطاب الديني في وسائل الإعلام أمر خطير، داعيا إلى السعي لخلق خطاب ديني سماته المسؤولية، والوعي، والاستنارة، وفق قوله.

ونأى السيسي بنفسه عن الأصوات التي اتهمته ببدء الحملة الممنهجة ضد الدين الإسلامي عندما دعا لتجديد الخطاب الديني وإزالة بعض النصوص الإسلامية، قائلا: "أنا لما تحدثت عن تجديد الخطاب الديني في يناير، كان حديث بشكل عام".

وتابع: "لقيت كلام مش هيصب بمصلحة القضية دي، الخطاب الديني مش حيتم إصلاحه بيوم وليلية، الإصلاح الديني يحتاج جهد كبير من علماء أفاضل، لإن القضية دي بقالها سنين طويلة ومفش حد تصدالها".

وواصل السيسي تبريره لنفسه حينما اتهم بعض النصوص الإسلامية بأنها تدعو للقتل والخراب، قائلا: "متخوفوش ولادكو، والقضية متنحلش كده، ومفيش أغلى من الدين، وأنا لما قلت كده، كنت أقصد التحرك لحل الموضوع بوعي واستنارة".

ولدى استقباله السبت أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية تحدث السيسي عن "حركة فكرية تنويرية شاملة تواجه الفكر المغلوط وتدحض قيم العنف والإرهاب وتعيد إحياء القيم الاسلامية النبيلة". وأضاف "على الرغم من أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية يكون لها دور في الانحراف الفكري لدى بعض الشباب نحو التيارات والتوجهات المتطرفة، إلا أن استغلال الدين من قبل المضللين ومغلوطي الفكر يمثل عامل الجذب الرئيسي للعناصر المحبطة، وهو الأمر الذي تتعين مواجهته بتصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة".

يشار إلى أنه ومنذ دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني في كانون أول/ يناير الماضي، انبرى عدد من الإعلاميين المصريين لشن حملة منظمة ضد الدين الإسلامي، متهمين عددا من الرموز مثل "ابن تيمية"، و "صلاح الدين الأيوبي" وآخرين بأنهم منبع للإرهاب، وفق قولهم.

كما قام مسؤولون في وزارة التربية المصرية بحرق كتب إسلامية بحجة أنها تحرض على العنف، وتبعها بأيام دعوة من رئيس مهرجان القاهرة السينمائي سابقا شريف الشوباشي لمظاهرة مليونية تدعو لخلع الحجاب.

في ذات السياق، شكك مراقبون بجدية السيسي في منع الحملة المذكورة، مشيرين إلى تصريح المسؤولة عن حرق الكتب في إحدى المدارس بأن الأجهزة الأمنية هي من طلبت منها ذلك، وأكدوا أنه لو توفرت الجدية لما كان لأمثال أؤلئك الإعلاميين أن يواصلوا حملتهم، بدليل وقفها من قبلهم ضد السعودية بعد مطالبتهم رسميا بذلك.