دعت نخب
إسرائيلية لمعاقبة
روسيا على قرارها تزويد
إيران بمنظومة الدفاع الجوي المتطورة "S300"، معتبرة أن هذا القرار يمثل تحولاً واضحاً في الاستراتيجية الروسية تجاه المنطقة.
وفي ورقة تقدير موقف صدرت عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي ونشرها على موقعه، الأربعاء، حذر الباحثان الجنرال أودي ديكل، والدبلوماسي السابق تسفي مجين، من عودة القيادة الإسرائيلية لتملق الرئيس فلاديمير بوتين، مشددان على ضرورة عدم العودة لنمط العلاقات الثنائية الذي ظل قائماً.
وأوصى المركز، الذي يعد أهم مراكز التفكير في إسرائيل، بأن توصل القيادة الإسرائيلية رسالة صارمة لبوتين مفادها أن إسرائيل بصدد إحداث تغيير جذري في تعاطيها مع القضايا التي تهم روسيا، وعلى وجه الخصوص عدم التردد في دعم أطراف في حالة عداء مع موسكو.
ودعا المركز الحكومة الإسرائيلية إلى لفت نظر بوتين، إلى أنه في حال لم يتراجع عن تنفيذ الصفقة مع إيران، فإن إسرائيل ستغير موقفها من الأزمة الأوكرانية الروسية وستتخذ مواقف مؤيدة لمطالب أوكرانيا، وستدعم الإجراءات الغربية ضد روسيا.
وشدد المركز على ضرورة "ترهيب" بوتين بأن يتم تحذيره من أن إسرائيل ستغير بشكل جذري السياسة التي تعتمدها في بيع السلاح، حيث إنها يمكن أن تقدم على تزويد دول في حالة عداء وتوتر مع روسيا، سيما من جيرانها، وعلى وجه الخصوص جورجيا.
يذكر أن عوديد جرانوت، معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، قد كشف الأسبوع الماضي النقاب عن أن بوتين قد وبخ نتنياهو على مطالبته بوقف بيع منظومة "S300" لإيران.
ونقل جرانوت عن بوتين قوله لنتنياهو: "يجب أن تشكروا روسيا لأننا لم نزود
سوريا بهذه المنظومة، نحن ماضون في هذه الصفقة ولن يوقفنا أحد".
وأضاف جرانوت أن بوتين دافع عن قراره بتعزيز العلاقات مع إيران، وجاهر بأن موسكو تراهن على العوائد الاقتصادية لهذه العلاقات.
وبحسب جرانوت، فقد "حرص بوتين على لفت أنظار نتنياهو إلى أنه في ظل الحصار الذي يفرضه الغرب، فإن روسيا لا يمكنها أن تتنازل عن المليار دولار التي ستحصل عليها جراء الصفقة مع طهران".
ونقل جرانوت عن محافل رسمية إسرائيلية قولها إن المكالمة بين بوتين ونتنياهو دللت بما لا يقبل الشك على أن الروس حسموا أمرهم، وباتوا معنيين بأن يكونوا السباقين في استثمار الطاقة الكامنة في رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، ويريدون قطع الطريق على أي دولة أخرى لمنافستهم في استثمار الفرص الاقتصادية الجديدة.
وأجمع معلقو قنوات التلفزة الرئيسة الثلاث الذين تناولوا الموقف الروسي من إيران بعد "لوزان"، على أن بوتين يغازل إيران من خلال التنسيق معها في الكثير من الملفات بشكل يفضي إلى تعزيز مكانتها الإقليمية.
ومما لا شك فيه أن أكثر ما صدم دوائر الحكم في تل أبيب هو حقيقة أن الموقف الروسي دفع قوى عالمية أخرى تراهن تل أبيب على العلاقة معها، إلى محاولة التقرب من طهران والتوصل لصفقات معها.
وذكرت قناة التلفزة العاشرة الثانية أول أمس، أن تل أبيب منزعجة جداً من حرص الحكومة الهندية على جس النبض لدى إيران وتقديمها عروضاً للتعاون مع طهران.