قال قيادي بارز في مليشيات
الحشد الشعبي، وهي قوات شيعية موالية للحكومة
العراقية، الجمعة، إن الموقف الحكومي لايزال رافضا لدخول مقاتلي الحشد إلى محافظة
الأنبار؛ بسبب الضغط الأمريكي، مشيراً إلى أن السفير الأمريكي في بغداد ستيورات جونز حذّر الإدارة المحلية في الأنبار بقطع جميع أنواع الدعم عنها، في حال طلبها دخول الحشد الشعبي إلى المحافظة.
وقال القيادي في الحشد الشعبي معين الكاظمي: "إن قوات الحشد استكملت جميع استعداداتها بشأن المشاركة بمعارك تحرير محافظة الأنبار من قبضة (داعش)، لافتاً إلى أن الموقف الحكومي الرافض لدخول الحشد الشعبي إلى الأنبار ما يزال على حاله لغاية اليوم ولم يتغير".
وأرجع سبب الرفض إلى "الضغط الأمريكي المباشر بعدم إشراك قوات الحشد الشعبي بالمعارك الجارية في الأنبار"، دون أن يبين الأسباب أو خلفيات ذلك.
وكشف الكاظمي عن أن السفير الأمريكي في بغداد ستيورات جونز، حذّر محافظ الأنبار صهيب الراوي وأعضاء مجلس المحافظة خلال لقائه بهم مؤخرا، من أن واشنطن ستقطع جميع أنواع الدعم العسكري عن الأنبار في حال طلبهم دخول مقاتلي الحشد الشعبي إلى المحافظة.
وأشار الكاظمي إلى أن قائد الحشد الشعبي هادي العامري (شيعي)، طلب من عشائر الأنبار الضغط على الحكومة؛ لاستحصال موافقتها على اشتراك قوات الحشد في معارك تحرير الأنبار من قبضة تنظيم الدولة، دون أن يبيّن الوسيلة التي طلب عبرها العامري ذلك.
وفي تعقيبه على الموضوع، وافق فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، على ما قاله الكاظمي، قائلاً إن هناك ضغطاً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على حكومة الأنبار، لمنع مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير مناطق ومدن المحافظة.
وأوضح العيساوي أن الموقف الأمريكي الرافض لمشاركة الحشد الشعبي في معارك الأنبار، أعلن عنه صراحة السفير الأمريكي في العراق خلال لقائه وفد الحكومة المحلية في الأنبار ببغداد قبل أيام للتباحث حول الوضع الأمني في المحافظة.
وأشار إلى أن الرفض يعود إلى خشية الأمريكيين من وقوع حوادث وانتهاكات مشابهة لما حصل في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين، من حرق للمنازل ونهب للدور والدوائر الحكومية من بعض عناصر الحشد الشعبي، الذين شاركوا القوات الحكومية في استعادة السيطرة على المدينة قبل أيام، بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة منها.
وكشف العيساوي أن "السفارة الأمريكية ببغداد أبلغت حكومة الأنبار المحلية بأن طائرات التحالف الدولي سوف تقصف الحشد الشعبي اذا دخل مقاتلوه الأنبار، كما سيتم قطع دعم التحالف الدولي للأنبار من الاحتياجات الضرورية لتحرير المحافظة من تنظيم الدولة في حال طلبت قيادتها ذلك التدخل من الحشد".
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره المصدران من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من السفارة الأمريكية في بغداد أو الحكومة العراقية على ما ذكراه.
ويوم الخميس، أعلنت كتائب حزب الله العراقي المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي عن انسحابها من المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة، في محيط مدينة الفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار بسبب "عدم تلقي مسلحيها الدعم اللازم من الحكومة"، بحسب بيان أصدرته.
وكانت الفلوجة أولى المدن التي وقعت في قبضة تنظيم الدولة مطلع عام 2014، ومنذ ذلك الوقت تحاصرها القوات العراقية وتقصفها على نحو شبه مستمر.
وفي 10 حزيران/ يونيو 2014، سيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في الشهر نفسه قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.