أعلنت إدارة
قناة بغداد الفضائية، التابعة للحزب الإسلامي
العراقي، إيقاف بثها بسبب تراكم الديون والضغوط الشديدة التي تعرضت إليها، وأكد مختصون أن إغلاق القناة المذكورة هو ضربة كبيرة للإعلام المعارض للحكومة عموما، وللإعلام السني في العراق على وجه الخصوص.
وقال مصدر في إدارة القناة الفضائية في العاصمة الأردنية عمان، إن تراكم مبلغ يفوق 400 ألف دولار من الديون المستحقة الدفع لإدارة القمر الصناعي "نايل سات"، فضلا عن مبالغ أخرى للعاملين والجهات المتعاونة، جعل من الاستمرار في البث أمرا مستحيلا، وهذا ما أجبرنا على اتخاذ قرار إيقاف البث.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ
"عربي21": "توقف البث جاء نتيجة طبيعية للاستهداف المتواصل للقناة، سواء عن طريق التضييق المستمر، أو قطع جميع مصادر التمويل عنها"، مبينا أن أكثر من قرار حكومي صدر في بغداد يقضي بإغلاق جميع مكاتب القناة في العراق، وملاحقة العاملين فيها.
وتابع المصدر حديثه: "تعددت أشكال الاستهداف، ووصلت إلى عمليات اغتيال العاملين في القناة، واعتقالهم بشتى الذرائع، كما عمدت جهات حكومية إلى منع المؤسسات من الإعلان والتعامل مع القناة، وحجب حصة الإعلانات الخاصة بالانتخابات عن القناة أيضا، التي كانت تشكل جزءا من التمويل".
وأشار المصدر إلى أن الملاحقات المستمرة للقناة وصلت إلى حد التحريض العلني ضد منتسبيها، فضلا عن تكفيرهم بعد بث القناة مسلسل خليجي يتحدث عن سيرة الصحابة، وأهل البيت (رضوان الله عليهم)، والعلاقة الوثيقة بينهم، الأمر الذي دعا الائتلاف الشيعي إلى استصدار قرار برلماني بالوقف الفوري للمسلسل، الذي كان يحوي رسالة ترمي إلى تقليل الاحتقان الطائفي، والرد على أسباب إثارته.
إلى ذلك، رأى الصحفي نوزاد صباح أن قرار إغلاق القناة يعد ضربة كبيرة لصوت المعارضة التي تتصدى للأداء الحكومي "السيئ"، مشيرا إلى أنه شخصيا لمس ارتياحا كبيرا لدى الأصوات الإعلامية المقربة من الحكومة، بعد انتشار خبر إغلاق القناة.
وتابع صباح، في تصريح خاص مع
"عربي21"، أن إسكات هذه القناة من شأنه أن ينعكس سلبا على عموم الصوت السني في العراق، خصوصا وأن القناة كانت لها رمزية لدى المكون السني من حيث نقل أخبار انتهاكات المليشيات الشيعية، وتغطية الاعتصامات الكبيرة التي شهدتها المحافظات السنية ضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لافتاً إلى أنه حتى موعد الإفطار في رمضان يتم الاستعلام عنه من القناة.
وانقطع بث قناة بغداد الفضائية بشكل رسمي في اليوم الأول من شهر أيار/ مايو الحالي، وخيم السواد على ترددها في القمر الصناعي، بينما بثت رسالة مقتضبة على موقعها الإلكتروني تفيد بأملها في عودة بثها بعد سداد ما بذمتها من ديون متراكمة.
من جهتها، قالت شبكة "حراك" المختصة بالرصد الإعلامي: "إننا نستشعر الألم، ويعتصر الحزن قلوبنا لتوقف واحدة من أكثر القنوات الفضائية العراقية مصداقيّة وموضوعية، وأقربها لنبض الشارع السنّي".
وأوضحت الشبكة في بيان اطلعت
"عربي21" عليه: "لقد كان لقناة بغداد الفضائية وقفات مشهودة على مر السنوات التي أعقبت الاحتلال، التي على الرغم من صعوبتها لم تثنِ القناة عن نهجها الصادق، وإعلامها الموضوعي الناطق باسم المظلوم الملكوم" حسب تعبير البيان.
إلى ذلك، حمل الإعلامي العراقي عامر الكبيسي؛ السياسيين
السنة والتجار مسؤولية إغلاق قناة بغداد، داعيا القادة السياسيين إلى دفع الديون المتراكمة عليهم، والتجار إلى التبرع من أجل إنقاذ القناة.