مصريون يسقون الأردنيين "عصير الحُب"

لم تعرف الثقافة الشعبية الأردنية عصير قصب السكر كمشروب بارد إلا أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما أدخلت العمالة المصرية الوافدة هذه الثقافة، وأصبح قصب السكر مشروبا باردا يضاف إلى موائد الأردنيين.
 
ويطلق أصحاب محلات عصير قصب السكر عليه اسم "عصير الحُب" بعد أن بينت دراسات علمية أن عصير القصب يُنشط إنتاج هرمون "الأوكسيتوسين" الذي يزيد من المشاعر العاطفية ومشاعر الحب، كما أنه يزيد من إنتاج هرمون "الأندروفينات" الذي يعمل كمسكن ومحسنٍ للمزاج "يوازي الأسبرين".
 
وباتت آلات عصر قصب السكر المستوردة من مصر تغزو شوارع العاصمة عمان وتجذب زبائنها من الأردنيين إلى جانب المصريين الذي يحتلون المرتبة الأولى بنسبة العمالة الوافدة في الأردن.


 
أبو يوسف -الذي يدير محلا لعصر قصب السكر في شارع الملك فيصل بوسط العاصمة عمان- أكد أن "عصير القصب يلاقي رواجا كبيرا بين صفوف الأردنيين، ما أدى لظهور عدد كبير من المحلات المتخصصة بعصر عيدان القصب الطازجة الأمر الذي لاقى استحسان الأردنيين خصوصا مع انخفاض سعر كوب العصير (بـ 25 قرشا) مقارنة مع أسعار الفواكه".
 
ويصطف على بوابة المحل مجموعة من الشباب الذين يتناولون العصير في كؤوس زجاجية، حيث اعتاد عدد منهم على تناول كأس قبل التوجه للعمل للحصول على الطاقة كبديل عن مشروبات الطاقة المعلبة كما يقول أحدهم، بينما يقوم آخرون بملء زجاجات بلاستيكية وحملها للمنزل.
 
ويرتاد محل أبي يوسف والمحلات الأخرى مختلف فئات المجتمع والشخصيات السياسية، كان آخرها أمين عمان عقل بلتاجي والسفير الأمريكي السابق في عمان ستيوارت جونز الذي تناول عصير قصب السكر قبل إنهاء خدمته كوداع للعاصمة عمان.
 
 وحول مصدر نبات قصب السكر، قال أبو يوسف لصحيفة "عربي21" إنه "في بدايات ظهور محلات وماكنات عصر القصب كان التجار يلجأون لاستيراده من جمهورية مصر، لكن بعد ارتفاع الطلب على عصير قصب السكر أصبح مالكو محلات قصب السكر يقومون بزراعته في منطقة الأغوار بمزارع خاصة، لانخفاض التكلفة".
 
محليا يؤكد مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران لـ"عربي21" أن "زراعة نبات قصب السكر لا تعتبر منتشرة أو متعارفا عليها كمحاصيل موسمية إنما تقتصر زراعتها على المناطق الغورية في محيط أشجار الموز لحمايتها".
 
ويحتاج نبات قصب السكر إلى الري بشكل مستمر، ويزرع في موسمي الربيع والخريف بينما يحتاج إلى كمية مياه كبيرة في موسم الصيف.
 
إلا أن أبا يوسف يرى أن "القصب المصري أفضل طعما وأكثر حلاوة من نظيره الأردني"، حيث يقوم باستخلاص عصيره بإدخال العيدان الطويلة داخل آلة مصنوعة من مادة الستانلس ستيل والتي تقوم بدوها بكبسها وعصرها من خلال مسننات تخرج العصير طازجا من أنبوب معدني في المقدمة تنتهي بمصفاة، بينما تطرح القشور خارجا من الجهة الخلفية للماكنة".


 
ويفضل أبو يوسف إضافة قطع من الثلج إلى كأس العصير خصوصا في فصل الصيف، ومن باب تشجيع الزبائن على شرب عصير القصب يعلق في محله ملخصا لدراسة علمية نشرت في إحدى الصحف المحلية تبين فوائد عصير القصب.
 
ومن هذه الفوائد أن عصير قصب السكر يعمل على تنشيط وصول العناصر الغذائية للخلايا العصبية والجلدية، والقصب غني بالسكر ومواد معدنية. ومن فوائده أيضاً أنه يساعد على إدرار البول ما يساعد على تنقية الجسم وطرد السموم، و يعد قصب السكر علاجا لكثير من الأمراض ومن أبرزها ارتفاع الكولسترول.
 
خبيرة التغذية أمل حداد عددت في حديث لـ"عربي21" مجموعة من الفوائد لعصير قصب السكر، محذرة في الوقت نفسه من خطورة الإكثار منه لقدرته السريعة على رفع معدلات السكر في الدم، ولا تنصح الخبيرة مرضى السكري بتناول هذا العصير.
 
وقالت حداد إنه "بالرغم من ذلك فإن لعصير قصب السكر فوائد عديدة من أبرزها أنه يحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن كالحديد والكالسيوم والفسفور وهو غني بفيتامينات (أ ، ج) كما أنه يحتوي على نسبه عالية من المياه وذلك مفيد في فصل الصيف تحديدا، لكن لا ينصح بتناوله لمن يعاني من ارتفاع في الوزن أو يعاني من مرض السكري لاحتوائه على السكر بنسبة 95%".

 
وتعتبر جمهورية مصر في صدارة الدول المنتجة لقصب السكر الذي تستخرج منه مادة السكر حيث تصل إنتاجية الفدان الواحد إلى 50.3 طن بحسب إحصائيات وزارة الزراعة المصرية.