مع قرب إعلان ليبيريا، دولة خالية من
فيروس "إيبولا"، ينصب التركيز الآن على سبل
المساعدة في إعادة تأهيل
الناجين، بعد أن فقدوا ممتلكاتهم وذويهم من بين آلاف أودى الفيروس بحياتهم، حيث تتولى إحدى المنظمات الإنسانية الدولية تدريبهم على بناء حياتهم.
وفي حديث لوكالة الأناضول، فقد قال "موريس لانكاه"، منسق الحماية العاجلة في "مجلس اللاجئين الدنماركي" (دي آر سي)، إن "معظم الناجين فقدوا أسرهم، ويتم تشويه سمعتهم".
وأضاف أنه "أحرقت الكثير من الأدوات المنزلية للناجين، وملابسهم وفراشهم، وكل ما يملكونه عندما كانت فرق مكافحة إيبولا تعقم منازلهم، بعد إصابتهم بالفيروس".
ووفرت "دي آر سي"، وهي منظمة إنسانية غير حكومية تعمل في أكثر من 30 بلدا في العالم، أدوات منزلية بقيمة 200 دولار، لـ70 من الناجين على الأقل، فضلًا عن تدريبهم على تصنيع الصابون والمعجنات.
وتستهدف مبادرة المنظمة سكان مقاطعة "نيمبا" الشمالية، إحدى المقاطعات الأكثر تضررا من الفيروس، غير أنها تأمل في امتداد نشطاها إلى مناطق أخرى من البلاد.
وتابع المسؤول الإغاثي، بأن "إيبولا كان له العديد من الآثار الاقتصادية السلبية على الناجين، ولذلك فإننا بعد أن ندربهم ليكتسبوا المهارات، نعطيهم دورة إعادة التوطين، لكي يبدأوا أنشطتهم التجارية عن طريق صنع الصابون والمخبوزات".
وتابع: "جميع خريجي الدفعة الأولى من البرنامج، تسير أعمالهم بنجاح، ولديهم دخل الآن".
وسجلت حالة الإصابة الأولى بالفيروس في ليبيريا في 24 آذار/ مارس من العام الماضي في مقاطعة لوفا.
وأودى فيروس "إيبولا" المنتشر في غرب أفريقيا منذ نحو العام، بحياة 10 آلاف و899 شخصا في الدول الثلاث الأكثر تضررا في هذه المنطقة من القارة الإفريقية (غينيا وسيراليون وليبيريا)، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية.
و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
في ليبيريا وحدها، حصد الفيروس أرواح 4608 أشخاص على الأقل، بينما نجا ما يقرب من 1540 بعد إصابتهم بالعدوى، ولكن الكثير منهم فقدوا كل ما لديهم.
ومن المقرر أن تعلن منظمة الصحة العالمية البلاد خالية من الفيروس إذا لم يتم تسجيل أي حالة إصابة حتى 9 أيار/ مايو الجاري.
وفي حديث للأناضول، قالت ليندا ساي، (31 عاما) وهي إحدى الناجيات من الفيروس: "عندما عدت إلى منطقتي فإنهم كانوا يشوهون سمعتي".
وأضافت أنه "فيما مضى، كنت أحيانا لا أجد أي طعام آكله، ولكن بعد التدريب الذي تلقيته والمال الذي حصلت عليه من "دي آر سي"، بدأت أنسى تلك الأمور السيئة التي عانيتها بسبب إيبولا".
وتابعت مبتسمة: "لدي الآن أموالي الخاصة، ولا أضطر إلى انتظار أفراد منطقتي، لكي يعطوني طعاما آكله، أو أقلق بشأن المستقبل".
وأشارت إلى أنها كانت من بين أفراد أول دفعة من الخريجين، الذين استفادوا من تدريب صنع المعجنات، وأصبحت الآن ماهرة في صنع أنواع مختلفة من الخبز والكعك.
وعلى غرار مواطنتها، فقد اكتسبت سينثيا ياردولو (27 عاما)، مهارات جديدا أعطتها أملا في الحياة.
وقالت للأناضول: "لقد فقدت زوجي وعدة أفراد آخرين من أسرتي".
وأضافت: "كان (زوجي) الشخص الرئيس الذي يعول الأسرة، لذلك فإن هذه المساعدة من منظمة (دي آر سي)، قد مكنتني من كسب عيشي".
وتابعت معربة عن امتنانها: "لا أدري ماذا كان سيحدث لنا الآن، لو أن (دي آر سي) لم تأت لنجدتنا".