شكل ضباط وجنود موالون للرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي، في محافظة
تعز اليمنية (255 كم جنوب العاصمة صنعاء)، مجلسا عسكريا يتولى الدفاع عن المحافظة إلى جانب مجموعات "المقاومة الشعبية"، في وقت تفيد المعلومات بأن مليشيات
الحوثيين ارتكبت مجازر إنسانية بمحافظة
عدن.
وتخوض المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي معارك شرسة في تعز ضد المليشيات الحوثية والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح، منذ منتصف شهر نيسان/ أبريل الفائت.
والأربعاء، أعلنت المقاومة الشعبية في تعز تشكيل مجلس عسكري يضم ضباطا في الجيش موالين للرئيس هادي، إلى جانب قيادات قبلية تقود مجموعات المقاومة الشعبية فالمحافظة.
وصدر عن اجتماع عقدته قيادات المقاومة الشعبية في تعز بيانا صحفيا، حصلت "عربي 21" على نسخة منه، تضمن أسماء أعضاء المجلس العسكري، موضحا دواعي تشكيل هذا المجلس وأبرز مهامه خلال الفترة القادمة.
وبحسب البيان، فقد تم الاتفاق على أن يتولى العميد صادق سرحان رئاسة المجلس العسكري، وعضوية ثلاثة قادة عسكريين، هم: العميد يوسف الشراجي، والعميد عدنان الحمادي، والعميد عبد الرحمن ثابت الشمساني، كما ضم المجلس إلى عضويته أيضا قائد المقاومة الشعبية الأبرز في المحافظة الشيخ حمود سعيد المخلافي.
ويعد رئيس المجلس العسكري العميد صادق سرحان أحد القادة العسكريين البارزين الذين أعلنوا تأييدهم لشرعية الرئيس هادي في وقت مبكر، وعينه الرئيس مع بداية الأحداث الأخيرة قائدا للواء "21" بمحافظة تعز، وهو لواء يتبع الحرس الجمهوري سابقا، وما زال يوالي الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، ويشارك مع مليشيات الحوثي في الحرب التي تخوضها في المحافظة.
وأوضح البيان الصحفي في مقدمته أن تشكيل المجلس العسكري جاء "انطلاقا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة الموالين للشرعية في محافظة تعز".
وأضاف أنه "في هذه الظروف التاريخية الاستثنائية التي تهدد كيان الوطن بأكمله بوجه عام ومحافظة تعز بوجه خاص، نتيجة للعدوان البربري الذي تمارسه عصابات الانقلاب على الشرعية، من اعتداءات على المواطنين وبصورة وحشية وهمجية، وممارسة جرائم إبادة بحق المواطنين، فقد تم الاجتماع للقيادات العسكرية بالمحافظة"، ثم الإعلان عن تشكيل هذا المجلس العسكري.
وحدد البيان مهمة المجلس الرئيسية بـ"الدفاع عن المحافظة وأمنها واستقرارها، بمعية رجال المقاومة الشعبية البواسل"، إلى جانب "تنسيق كل الجهود لدحر العدوان عن المحافظة"، حسب تعبير البيان.
وبينما دعا البيان كل أبناء المحافظة "للوقوف بجانبه لتنفيذ مهامه بنجاح"، أكد على بقائه بقياداته المعلن عنها "في حالة اجتماع دائم حتى تنفيذ كامل المهام".
وتعد خطوة تشكيل مجلس عسكري على هذا النحو، بدمج القيادات العسكرية الموالية للرئيس هادي مع قيادات المقاومة الشعبية، هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب التوسعية التي دشنتها جماعة الحوثي المسلحة في اليمن باتجاه المحافظات الجنوبية، بتعاون ومشاركة القوات الموالي لعلي عبد الله صالح، منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، بعد مرور عقب شهرين تقريبا من تنفيذهما انقلابا على الرئيس هادي وحكومته مطلع العام الجاري، وفرضها السيطرة على العاصمة صنعاء ومعسكراتها إلى جانب تمددها إلى بعض المحافظات الواقعة شمال البلاد.
قصف عدن
إلى ذلك، تشير المعلومات المتطابقة الواردة من محافظة عدن إلى أن مليشيات الحوثيين والقوات الموالية لصالح ترتكبان جرائم ضد المواطنين العزل؛ حيث تقوم بقصف الأحياء السكنية بمديريات التواهي ودار سعد والمعلا وخور مكسر، بشكل عشوائي طال العائلات النازحة التي حاولت الهرب من جحيم المعارك عبر البحر.
وتحدث ناشطون عبر صفحات التواصل الاجتماعي، عن "جرائم حرب" يرتكبها الحوثيون في مدينة عدن. وأبلغ بعضهم "عربي 21" أن قذائف المليشيات طالت الأربعاء، بشكل خاص، المدنيين في حي التواهي، مؤكدين أن القصف استهدف أيضا بعض القوارب التي كانت تحمل عائلات حاولت الفرار عبر البحر إلى أماكن آمنة.
وبحسب شهود عيان لـ"عربي 21"، فإنه وبعد تواصل النداءات الإنسانية لإنقاذ وحماية السكان والمدنيين الآمنين، وصلت طائرات التحالف العربي العشري قبل مغرب الأربعاء، ونفذت عدة غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين في حي "التواهي".
ولم تشر المصادر إلى النتائج الأولية التي نجمت عنها الضربات الجوية لطائرات التحالف العربي، لكنها أكدت أن أصوات القصف العشوائي للمليشيات خفتت إلى حد كبير بعد تعرضها لتلك الضربات الجوية.