ذكرت دراسة أوروبية أن عدد
الجرائم العنصرية، التي سجلت في معظم دول الاتحاد الأوروبي عام 2013، وصلت إلى 47210 جرائم، حيث تقول المنظمات المعادية للعنصرية إن هذه الهجمات هي "رأس جبل الجليد"؛ لأن هناك الكثير من الحوادث العنصرية لم تبلغ الشرطة عنها.
وبحسب الدراسة، التي أعدتها الشبكة الأوروبية ضد العنصرية، فإن النساء المسلمات والأوروبيين من أصول أفريقية والغجر هم الأكثر عرضة للجرائم العنصرية.
ويعد هذا التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، الأول من نوعه، الذي قام بفحص جرائم العنصرية، واعتمد على أبحاث المجتمع المدني، بخلاف التقارير التي تقوم بها الحكومات، ولهذا نظمت الدراسة الحالية الشبكة الأوروبية ضد العنصرية "إينار". ولم تنشر سوى ثلث دول
أوروبا تقارير عن الجرائم العنصرية في عام 2013.
وبحسب التقرير، الذي نشرت بعض نتائجه مجلة "نيوزويك"، فإن هناك زيادة نسبية في العنف خلال الأعوام الماضية. ويربط التقرير العنف بالأزمات الاقتصادية، وزيادة نمو الأحزاب اليمينية المتطرفة، وخطاب
الكراهية والخطاب السياسي.
وتشير المجلة إلى اعتقاد "إينار" أن الأرقام لعام 2014، ستظهر معدلات أعلى من الجرائم العنصرية؛ بسبب الحرب في غزة وهجمات "شارلي إيبدو" في باريس بداية العالم الحالي.
ويبين التقرير أن جرائم العداء للإسلام "
إسلاموفوبيا" زادت بشكل كبير في فرنسا وإنجلتزا وويلز. ومن بين أشد النتائج المثيرة للرعب هي أن النساء المسلمات هن أكثر عرضة لهذه الهجمات، وعادة ما تكون جرائم إسلاموفوبيا جسدية وعنيفة.
وتذكر المجلة أنه بحسب مركز "جميعا ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا"، فإن نسبة 78% من ضحايا الإسلاموفوبيا عام 2013 هن من النساء.
ويعطي التقرير مثالا عن شابة مسلمة عمرها 21 عاما، كانت حاملا في شهرها الرابع عندما هوجمت بسبب حجابها في حي أرجينتيلو في العاصمة باريس، وقد أسقطت حملها فيما بعد بسبب الهجوم، بحسب ما أفاد محاميها.
وتوضح المجلة أن المهاجمين قاما بركل المرأة في بطنها، وحاولا نزع حجابها، وقصا شعرها فيما بعد، وفي أثناء ذلك كان يوجهان شتائم معادية للمسلمين.
ويلفت التقرير إلى مشكلة التقليل من جريمة العنصرية، حيث تحاول السلطات التخفيف من عامل العنصرية في الجريمة، وتتم محاكمة الجناة على أفعال أقل. ويقول التقرير إن مثل هذه الممارسات تحصل بالتحديد في النمسا وبلغاريا وقبرص وإستونيا وفرنسا وألمانيا.
وتنقل المجلة عن نائب مدير "إينار" كلير فرنانديز، قولها: "إن ما هو مثير للصدمة الطريقة التي لا تأخذ فيها الدول الأعضاء العنصرية في الجريمة بعين الاعتبار". وتضيف فرنانديز أن "العامل العنصري يختفي بشكل تام، وهو ما يعد مشكلة، ونحن ندعو في هذه الحالة إلى تكثيف الجهود لتدريب الشرطة".
ويقدم التقرير، الذي ترجمت نتائجه "
عربي21"، قصة مهاجر نيجيري يقيم في اليونان، وقد تعرض للاعتداء والسرقة. وعلى الرغم من أن الشرطة عثرت على ملصقات للحزب المتطرف "الفجر الذهبي" والنازيين الجدد، إلا أنها سجلت الحادث باعتباره سرقة 300 يورو من مهاجر نيجيري.
وتفيد المجلة بأن التقرير لاحظ زيادة في الجرائم المتعلقة باللاسامية في خمس من أصل 26 دولة، وهي الدانمارك وألمانيا وهنغاريا وهولندا والسويد. فيما ذكر التقرير أن معظم الجرائم التي اتسمت بالعنف الجسدي حصلت في أستونيا واليونان وإيطاليا وبولندا والسويد وبريطانيا، وكان أغلب الضحايا هم أبناء الأقليات الأفريقية والآسيوية.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن الآسيويين من شبه القارة الهندية في لندن يعانون من أعلى نسبة في كونهم ضحايا. وفي السويد سجلت 980 جريمة عداء للأفارقة، وسجلت الشرطة حالات متعلقة بالإسلاموفوبيا بزيادة 69% في الفترة ما بين 2009 إلى 2013. وهناك حالات تحريض وعنف ضد الغجر في معظم دول الاتحاد الأوروبي.