حذر خبراء أمنيون
إسرائيليون، من إمكانية أن يوظف المقاتلون الإسلاميون
الأنفاق في السيطرة على أراض واسعة داخل
فلسطين المحتلة.
وأكد هؤلاء الخبراء أن حدود إسرائيل مع كل الدول العربية قابلة للاختراق عبر الأنفاق، بغض النظر عن طبيعة التربة على جانبي الحدود.
وقال الجنرال يوسي لنجوتسكي، مسؤول وحدة "التقنيات المتقدمة" في الاستخبارات العسكرية، إن الخطورة الاستراتيجية للأنفاق تتمثل في تمكين أعداء إسرائيل من مفاجأتها والمس بقواتها واختراق "سيادتها"، دون أن يكون بوسع الجيش الإسرائيلي الرد واستعادة زمام المبادرة.
وخلال مشاركته في "مؤتمر القتال البري" الذي ينظمه الجيش الإسرائيلي حاليا، قال لنجوتسكي إن التنظيمات الإسلامية بإمكانها توظيف الأنفاق في السيطرة على مناطق ذات مكانة حساسة وأسر عدد كبير من الجنود، ما يقلص هامش المناورة أمام كل من المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب.
ونقلت مجلة "ISRAEL DEFENSE" في عددها الصادر الجمعة عن نجوتسكي قوله، إن كوريا الشمالية تمكنت من حفر أنفاق بطول 250 كلم في عمق كوريا الجنوبية وتمكن جنودها من السيطرة على مواقع عسكرية، مشيرا إلى أن الكوريين الشماليين حفروا في عمق 140 مترا بحيث لا يتمكن الكوريون الجنوبيون من سماع الأصوات المنبعثة من عملية الحفر.
وحذر لنجوتسكي من أنه في حال حفرت التنظيمات الإسلامية، سواءً حركة
حماس في
غزة أم الحركات الجهادية في سيناء أو الجولان، أنفاقاً بمثل هذه المواصفات، فإن بإمكانها الدفع بالمئات من المقاتلين في غضون ساعتين إلى عمق إسرائيل، ما يشكل تهديدا غير مسبوق للعمق الاستراتيجي الصهيوني.
من ناحيته قال الجنرال إيتا بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي إن الأنفاق الهجومية التي استخدمتها "حماس" خلال الحرب الأخيرة على غزة مكنت مقاتلي "كتائب عز الدين القسام"، الذراع المسلحة للحركة، من تحييد سلاحي الطيران والمدرعات، اللذين كانا يفترض أن يشكلا أهم أدوات في تأمين قدرة الجيش على التوغل بريا في عمق القطاع.
وأكد بن إلياهو أن جميع الاستراتيجيين في العالم مطالبون بدراسة أنماط العمل العسكري والقتالي، الذي اتبعته "كتائب القسام"، مشيرا إلى أن "حماس" حققت مفاجأة كبيرة عبر التوسع في استخدام الأنفاق، مشددا على أن الحركة أثبت أن لديها "إبداعا عسكريا" لا يرقى إليه الشك.