بات
تنظيم الدولة قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مدينة
تدمر التاريخية وسط
سوريا، بعد سيطرته على مدينة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور (شرقا)، أحد معاقل تنظيم الدولة بمدينة تدمر التي يسيطر عليها النظام، بالإضافة إلى مناطق أخرى شمالي المدينة الأثرية التابعة إداريا لمحافظة
حمص.
وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية" إن اشتباكات برشاشات ثقيلة تدور منذ مساء أمس الأربعاء بين مقاتلي تنظيم الدولة وقوات النظام، على أطراف منطقة العامرية شمالي تدمر وفي محيط مطار تدمر العسكري شرقها، بعد محاولة مقاتلي التنظيم السيطرة على المدينة التي حافظت قوات النظام على سيطرتها عليها منذ بدء الأزمة في 2011.
وأشارت إلى أن مقاتلي تنظيم الدولة سيطروا، الأربعاء، على مدينة السخنة (70 كلم شمال شرقي تدمر)، وعلى مناطق على أطراف تدمر وفي محيطها، مثل منطقة العامرية والفيلات القريبة من آثار تدمر، وعلى مساكن الضباط القريبة من المدينة الصناعية، وعلى مستودعات التسليح ومستودعات الوقود العسكري التابعة لقوات النظام، ومحطة الخطيب، وحاجز مكتب الدور.
ولفتت إلى أن طيران النظام السوري شنّ الأربعاء، غارات عنيفة استهدفت مقاتلي التنظيم في مدينة السخنة وعلى أطراف مدينة تدمر.
وأشارت التنسيقية إلى أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية إلى مدينة السخنة في محاولة منه لاستعادة السيطرة عليها وعلى المناطق الأخرى التي خسرتها قواته بريف حمص، إضافة إلى تدعيم قواته المتواجدة في مدينة تدمر.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة ارتفعت إلى سبعين عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ستة ضباط وما لا يقل عن أربعين عنصرا من التنظيم بينهم قياديان تولى أحدهما قيادة الهجوم.
و"أصيب مئة عنصر على الأقل في صفوف الطرفين".
ولجأت إلى تدمر 1800 عائلة خلال الساعات الماضية، بحسب مصدر رسمي سوري، هربا من المعارك التي تسببت بمقتل أكثر من 110 مقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "باتت تدمر مهددة من مقاتلي التنظيم الذين أصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة".
وقال محافظ حمص طلال البرازي إن "1800 عائلة من بلدة السخنة فرت إلى مدينة تدمر "إثر احتدام الاشتباكات أمس.
وأشار إلى إيواء العائلات النازحة في ثلاثة مراكز في المدينة.
وأكد عبد الرحمن من جهته، نزوح عدد من العائلات باتجاه تدمر بينها عائلات الضباط المقيمة في مساكن مخصصة للضباط تقع شرق تدمر.
وتعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمالا).