كشف السفير الأردني السابق في طهران والوزير السابق، بسام العموش، النقاب عن أن
إيران كانت ترغب في إقامة نسخة من "حي السيدة زينب" الدمشقي، في قلب مدينة
الكرك جنوب الأردن، عبر تفعيل خط ما يسمى "
السياحة الدينية".
وأفاد العموش، بأنه عندما كان سفيرا فقد اهتمت إيران بتمويل مشروع الديسي الشهير لنقل المياه من الجنوب للشمال في الأردن، وطلبت إقامة "مطار خاص" في مدينة الكرك، جنوب الأردن، لنقل الزوار للمراقد في هذه المدينة.
وأيد العموش خلال مداخلة مثيرة له على هامش ندوة رتبها مركز الدراسات في صحيفة الرأي المحلية، وشارك فيها عدد من السياسيين والنشطاء الحزبيين، الرأي القائل بأن السياحة الدينية بالنسبة للمؤسسة الإيرانية هي عبارة عن "غطاء" للتواجد والنفوذ في الأردن، مضيفا أن الإيرانيين يفضلون تجربة حي السيدة زينب في وسط دمشق، ويريدون تكرارها في الأردن.
وكان وزير الخارجية الأردني الأسبق، عبد الإله الخطيب، كشف على هامش ندوة مغلقة للجامعة الأردنية، أن المسؤولين الإيرانين فاوضوه عندما كان وزيرا للخارجية الأردنية بشأن السياحة الدينية، وأنه سألهم عن ضمانات لعدم الزج بخلايا مخابرات ضمن أفواج السياح الشيعة، فرفضوا تقديم هذه الضمانات.
وتحدث العموش عن ثلاثة مشاريع (غربي- إسرائيلي- إيراني)، معتبرا أن طهران تقدم دائما أوراق اعتمادها للغرب، وتسعى لأن تكون "شرطي المنطقة، لكن بعمامة".
واقترح الوزير السابق على الدول العربية، ومن بينها الأردن، أن تعيد قراءة التاريخ بصورة نقدية وشاملة وعميقة، بما يخص الشأن الإيراني.
وقال إن تنظيم دولة "هو ثمرة للتعاون بين الاستخبارات الإيرانية والسورية والغربية، وكذلك الإسرائيلية".
من جانبه، قدم الباحث الأردني المتخصص بالشأن الإيراني، الدكتور نبيل العتوم، مداخلة أثارت الانتباه حول اتجاهات المناهج الرسمية التي تعتمدها الحكومة الإيرانية لطلاب المدارس في المراحل الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وقال إن المناهج الإيرانية لا تعترف بالعرب، وتعتبرهم رمزا للتخلف والجبن، وأنهم أعداء لإيران وشعبها، وتهتم التربية والتعليم في طهران بتدريس منهجية "الفقهية الدفاعية"، التي تتضمن تدريس فصول في علم الجاسوسية والاتصال لكل طالب إيراني، ما يحول المدارس عمليا إلى مراكز مخابرات، على حد قوله.
وتشير دراسة للعتوم إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تقوم على أساس تدبير "حروب بالوكالة"، هي عبارة عن "مصدات" بالنيابة عن الدولة الفارسية، وتتضمن مليشيات وخلايا نائمة، وأحزابا وأقليات، و"المؤلفة قلوبهم" مثل حزب الله و"حماس"، وفق تعبيره.
ويصر العتوم على أن إيران تخطط للتحكم بالإقليم والمنطقة، عبر "عسكرة القنبلة النووية"، مؤكدا أن الأمريكيين أداروا ظهرهم للمشروع العربي، واتجهوا نحو الإيراني.