وصفت صحيفة "واشنطن بوست" سقوط
الرمادي بأنه هزيمة استراتيجية بكل المعنى، وأنه يكشف عن ضعف الاستراتيجية في مواجهة
تنظيم الدولة.
وتقول الصحيفة: "كان واضحا منذ وقت أن الولايات المتحدة تنقصها الاستراتيجية لتنفيذ تعهد الرئيس الأمريكي (إضعاف وفي النهاية تدمير) تنظيم الدولة، وأنه ليست لديها خطة لقطع شأفة قاعدة الإرهابيين في سوريا. وكان هناك أمل في أن تكون نصف الحلول التي قدمها أوباما كافية لوقف زحف تنظيم الدولة في
العراق، وترك مشكلة سوريا للرئيس المقبل. وبسقوط الرمادي يوم الأحد فإن التفاؤل المتواضع أصبح موضع سؤال".
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى ما قاله الرئيس الأمريكي في 11 شباط/ فبراير: "تنظيم الدولة في حالة دفاع عن النفس وسيخسر". وأضاف: "لدينا تقارير عن تراجع معنويات مقاتلي التنظيم، حيث اكتشفوا عبثية قضيتهم"، وجاءت سيطرة العراقيين على تكريت لتؤكد كلام الرئيس على ما يبدو.
وتذكر الصحيفة أن الغارات الجوية الأمريكية بدت عاجزة أمام قوة الهجمة المنسقة والقوية، التي قام بها التنظيم للسيطرة على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، التي لا تبعد سوى 80 ميلا عن بغداد غربا.
ويبين التقرير أنه "مرة أخرى يقوم الإرهابيون بذبح الأسرى وترويع المدنيين الذين هربوا خوفا. ومرة أخرى سيطروا على كم كبير من الأسلحة الأمريكية، بما فيها 30 عربة أرسلتها الحكومة إلى الرمادي في اليوم الذي سبق سقوط المدينة، ومرة أخرى وفي غياب دعم أمريكي مكثف تعتمد الحكومة العراقية على المليشيات الشيعية والقوات الإيرانية التي تدعمها. وفي يوم الاثنين طار وزير الدفاع الإيراني إلى بغداد".
وتجد الصحيفة أنه "لا يمكن للمليشيات الشيعية أن تنقذ العراق، ورئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي يفهم هذا، فالأنبار هي قلب الوجود السني وسيتعامل الكثير من سكانها بخوف شديد أكثر مما يخافونه من المتطرفين
السنة الممثلين بتنظيم الدولة. ولكن أوباما لا يسمح للمدربين الأمريكيين بالعمل مع القوات العراقية في الميدان، أو يرسل فرقا استطلاعية تجعل الغارات الجوية مفيدة".
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المتحدث باسم وزارة الدفاع مشيرا للدعم الأمريكي، قوله إنه "دور كنا نأمل أن يكون على مستوى استراتيجي، لكنه لم يحصل".
ويرى التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن تنظيم الدولة، الذي توسع قبل عام وخط له مناطق شاسعة في كل من سوريا والعراق، دولة إرهابية ولا يمكن التسامح معها، بحسب ما يرى أوباما.
وتورد الصحيفة ما قاله عن التنظيم في أيلول/ سبتمبر، من أنه "تهديد للشرق الأوسط كله إضافة للمواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية". وأضاف أنه "لو ترك التنظيم دون معالجة فسيمثل تهديدا متزايدا للمنطقة، بما فيها الولايات المتحدة". ومع ذلك فقد رفض إرسال قوات خاصة ومساعدات عسكرية،كي تواجه التهديد، حيث إنه صور أي بديل عن نهجه القائم على الحد الأدنى على أنه "انجرار لحرب طويلة أخرى".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالقول: "في الحقيقة، سيتردد الحلفاء السنة في المنطقة في العمل مع الولايات المتحدة حتى يكون لديها استراتيجية متعلقة بسوريا. ولن تواجه القبائل السنية تنظيم الدولة حتى تشعر أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبها. ومع ذلك فإن المتحدث باسم الإدارة قال يوم الاثنين: إن كل صراع له مراحل صعود وهبوط، ولكن عدم استعداد أوباما لكي يربط بين الوسائل والاستراتيجية هو ما سيطيل أمد هذه الحرب".