وصفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله، "المقاتلين
الصينيين الأويغور"، بأنهم "انغماسيو أردوغان"، في تقرير مطول لها عنهم.
وقال تقرير الصحيفة، إن المقاتلين الصينيين الأويغور، الذين "يتبعون للحزب الإسلامي التركستاني الذي يقاتل في
سوريا"، يجري ضمهم، وتجهيزهم في تركيا، ويتلقّون دعما كاملا من أنقرة.
وزعم التقرير أن "مجاهدي الحزب" تلقوا تدريبات خاصة وطويلة على عمليات الانغماس والاقتحام منذ أواخر العام الماضي في تركيا.
وقال إنه "مع الظهور العلني لجبهة النصرة، كان عددٌ قليل من المقاتلين التركستانيين، ويُعرفون باسم الأويغور، وهم من أقلية صينية تدين بالإسلام في غرب الصين، قد انتظموا في صفوفها".
وأوضح أنه "يدفعهم إلى ذلك وجود صلات عقائديّة وطيدة بين حاضنهم الحزب الإسلامي التركستاني من جهة، وبين كلّ من حركة طالبان وتنظيم قاعدة الجهاد من جهة أخرى".
ولفت إلى أنه في مطلع عام 2012، كانت الانعطافة الأولى نحو تنظيم العنصر "الجهادي التركستاني" في سوريا.
وأشار إلى أن النواة الحاضنة للجهاديين الأويغور في سوريا هي الحزب الإسلامي التركستاني، المنادي بالانفصال عن الصين، الذي أسّسه أبو محمد التركستاني (حسن مخدوم: 1964– 2003) أواخر تسعينيّات القرن الماضي.
وقال إن مسلحي "التركستاني" من اللاجئين الأويغور في تركيا شاركوا في معارك متفرّقة في الشمال السوري (إدلب وريف حلب) بأعداد محدودة، تحت راية جبهة النصرة حينا، وراية أحرار الشام الإسلاميّة حينا، وجيش الفتح إبّان معارك إدلب الأخيرة.
وأكد أن معركة جسر الشغور شكلت انعطافة في عمل الحزب، حيث إنه كان فعليا رأس الحربة والأساسي فيها.
تجاهل مقاتلي النظام الأجانب
وفي حين تم إبراز شكل المقاتلين الأجانب في سوريا الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة، ومحاولة الصحيفة لحشد الرأي العام ضدهم، فإنها لم تسلط الضوء على عدد كبير من المقاتلين الأفغان الذين تأتي بهم
إيران للانضمام إلى صفوف قوات النظام وحزب الله اللبناني في سوريا.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت العام الماضي في تقرير لها أن "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني يجنّد اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا ويعدهم برواتب شهرية تبلغ 500 دولار بالإضافة إلى أوراق إقامة إيرانية.
ولفتت إلى أن التقارير عن جنازات أولئك المقاتلين بدأت تظهر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، مع الإشارة إلى أنه قد تم تجنيدهم في الأساس للتعويض عن الخسائر التي لحقت بصفوف عملاء "فيلق الحرس الثوري" في سوريا.
وقالت إن ظاهرة المقاتلين الأفغان الشيعة الذين يحاربون إلى جانب
بشار الأسد لا تعتبر تطورا جديدا، بل إن انخراطهم المتزايد في الحرب يستدعي تمحيصا أدق، نظرا إلى تداعياته المحتملة على سوريا ومستقبل طموحات إيران الإقليمية والطائفية.