كشف مدير فضائية نسمة
التونسية،
نبيل القروي، خلال حوار أجرته معه القناة ذاتها، الثلاثاء، أنه تدخل في شؤون
حزب نداء تونس، معللا تدخله بكونه أحد أعضائه المؤسسين، وبأن الحزب "شهد فراغا بعد تفرغ جل القيادات للعمل الحكومي والبرلماني".
وتحدّث عما أسماه "فيتو" رفع في وجهه حينما عبّر عن رغبته في الالتحاق بالهيئة التأسيسية، وهو ما دفعه - برفقة نجل
السبسي وآخرين - إلى إنشاء "التيارالتصحيحي" في داخل "نداء تونس" لرفض أسلوب إدارة الحزب في تلك الفترة.
وتطرق القروي للمرة الأولى، إلى كواليس إنشاء حزب نداء تونس، مبينا أنه انطلق من فكرة البحث عن بديل لحركة النهضة، يقوى على "مواجهتها".
وقال: "التقيت والإعلامي السياسي عمر صحابو، بالرئيس الباجي قائد السبسي، وعرضنا عليه فكرة إنشاء حزب، وكنا وراء انتداب عناصر الهيئة التأسيسية التي انطلق بها عمل (نداء تونس)".
وحول ما راج حول دور خفي لحركة النهضة في إذكاء الأزمة الداخلية في "نداء تونس"؛ قال مدير
قناة نسمة، إن أزمة حزبه تكمن في طبيعة مكوناته غير المتجانسة، نافيا أي دور لحركة النهضة في ذلك.
وأضاف أن "الحزب مات يوم غادره السبسي؛ والتناقض بين قياداته ومرجعياتهم الفكرية برز بعد تحقق المصلحة التي جمعت بينهم، وهي الوصول إلى السلطة"، مؤكدا أن "مختلف الروافد التي تشكل الحزب؛ لن تقدر على محو رواسب عقود مضت"، على حد تعبيره.
وأقر القروي بأنه "حارب"
الإسلاميين سياسيا إبان تقدمهم للحكم، وقال: "كنا في مقدمة الصراع مع الإسلاميين (...) وكان هذا الصراع يندرج ببعض جوانبه، في إطار خلق التوازن السياسي المفقود وتمهيد الظروف لنداء تونس".
ويرى مراقبون أن قناة نسمة لعبت دورا ملحوظا في تقويض تجربة حكم الترويكا (الحكومة التي شكلتها
حركة النهضة)، وذهب بعض المراقبين إلى أنها كانت وراء إسقاط حكومة الجبالي ثم حكومة العريض.
ومن المنتظر أن يتطرق الجزء الثاني من الحوار، الذي سيعرض اليوم الأربعاء، إلى خفايا لقاء باريس الذي جمع راشد
الغنوشي بالباجي قائد السبسي، والذي كان وراء هندسة المشهد السياسي الحالي في تونس.