يبدو أن الإرادة
السعودية بإخضاع السفينة
الإيرانية "مشهد" للتفتيش هي المنتصرة، بعد أسبوعين من التهديدات الإيرانية الحادة حال الاقتراب من سفينتها.
وبخضوع السفينة الإيرانية للتفتيش بميناء
جيبوتي، تذهب كل التصريحات والتهديدات الإيرانية أدراج الرياح.
وقال مصدر مسؤول بميناء جيبوتي، إن السفينة الإيرانية المتواجدة في الميناء لن تتوجه إلى
اليمن، وحمولتها ستنقلها سفينة أخرى إلى اليمن عبر برنامج الغذاء العالمي.
المصدر أوضح، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن سلطات الميناء بدأت السبت، بتفريغ حمولة السفينة من المواد الإغاثية تمهيدا لتفتيشها قبل نقلها إلى اليمن.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، هدد بأن الرد الإيراني سيكون جادا وحازما على أي عراقيل تضعها "الدول المعتدية" أمام حركة سفينة المساعدات الإيرانية المتوجهة إلى اليمن، بحسب وكالة أنباء فارس.
وأكد بروجردي أن لا جدوى من تهديدات السعودية، ولن تستطيع إعاقة رسوّ سفينة المساعدات الإنسانية على ساحل اليمن.
وقال إنه رغم التهديدات الجوفاء التي أطلقها أشخاص يعانون من الأوهام، فإن مساعدات إيران الإنسانية ستصل إلى أيدي أصحابها، وإن سفينة الإنقاذ الإيرانية سترسو على شاطئ اليمن بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وسيتولى برنامج الغذاء العالمي، نقل حمولة السفينة الإيرانية، البالغة ألفين و500 طن، إلى اليمن، في إطار اتفاق تم التوصل إليه بين إيران والأمم المتحدة.
وستفتش السلطات الجيبوتية السفينة، على اعتبار وجودها ضمن السيادة الجيبوتية، وأنه تنطبق عليها قوانين البلاد.
وكانت السفينة الإيرانية وصلت إلى جيبوتي، الخميس الماضي، تمهيدا لخضوعها للتفتيش.
وفي وقت سابق، قالت مصادر أممية، إن إدارة الجمارك الجيبوتية وممثلين للصليب الأحمر الدولي سيتولون عملية تفتيش الباخرة.
وتفرض قوات التحالف الذي تقوده السعودية، حظرا بحريا على السفن المتوجهة إلى اليمن، منذ أسابيع.
ويتهم التحالف إيران، بتقديم دعم عسكري إلى الحوثيين، الذي يفرضون سلطة الأمر الواقع في اليمن، لذلك فقد جاء تفتيش السفينة للتأكد من عدم حملها أي أسلحة.
وتنفي إيران تقديم دعم عسكري للحوثيين، غير أنها تقول إنها "تقف بجانب المظلومين في المنطقة".
وكان موقع "ميديل إيست آي" البريطاني قال إنه حصل على معلومات حصرية من نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان؛ تفيد بموافقة إيران على تفتيش سفينتها المحملة بالمساعدات إلى اليمن، وهو الأمر الذي سيساهم في نزع فتيل أزمة كان من المرجح أن تشتعل في حال أصرت إيران على التوجه إلى ميناء الحديدة اليمني دون الخضوع للتفتيش، كما طالبت كل من السعودية والولايات المتحدة.
وبحسب تصريحات اللهيان، التي تابعتها "
عربي21"، فإن السفينة ستغير مسارها إلى جيبوتي، حيث سيتم تفتيشها من قبل موظفين تابعين للأمم المتحدة، قبل أن تتوجه لليمن.
وحاول اللهيان التخفيف من أهمية القرار الإيراني من خلال القول، إنه لم يكن خوفا من التهديدات السعودية والأمريكية، وإنما بسبب اختلال الحالة الأمنية في ميناء الحديدة، مشيرا إلى أن السفينة لن تتوجه إلى اليمن إلا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار حول الميناء.
وكشف اللهيان في مقابلة خاصة للموقع البريطاني أن وزير الخارجية الإيراني وجه رسالة لمنسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، طالبه فيها بإعلان المطارات والموانئ اليمنية "مناطق آمنة"، بحيث يمكن للمساعدات أن تصل بسلام إلى اليمنيين من خلالها.