أجمع معلقون
إسرائيليون على أن خطابات أمين عام حزب الله، حسن
نصر الله، المتتالية والعصبية تدلل على الوضع الكارثي لنظام
بشار الأسد في
سوريا.
وقال المعلق العسكري عاموس هارئيل إن نصر الله انزعج جدا من الأنباء الواردة من الجبهات في سوريا والتي تؤكد أن نظام الأسد يخسر معاقله الواحد تلو الآخر.
وفي تحليل نشرته صحيفة "
هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء، أشار هارئيل إلى أن نصر الله أدرك أن الجمود في موازين القوى الذي كان سائدا بين قوى المعارضة والنظام تغير بشكل جذري خلال الأشهر الخمسة الماضية، وبات الأسد عاجزا عن الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها.
ونوه هارئيل إلى أن كلا من نصر الله والأسد باتا يعيان أن معاقل العلويين في الساحل باتت مهدة بشكل غير مسبوق، في حين أن كل المؤشرات تؤكد أن المدن الكبرى في البلاد توشك على السقوط في أيدي المعارضة.
وفي السياق، أكدت محافل استخبارية إسرائيلية أن التراجع الدرامتيكي لنظام الأسد في ساحات القتال يرجع بشكل أساسي لتهاوي الدافعية القتالية لجنوده، ناهيك عن تآكل إمكانيات النظام.
ونقلت "هآرتس" في عددها الصادر أمس عن المحافل قولها، إن التحول الكبير على ساحة القتال جاء أيضا بفعل التحول الذي طرأ على مواقف كل من السعودية وقطر وتركيا، التي أقدمت على تزويد المقاتلين بسلاح أكثر فعالية.
ونوهت المحافل إلى أن دول الخليج حرصت مؤخرا على تزويد قوات المعارضة بصواريخ "تاو" المضادة للدروع، التي كان لها دور كبير في المس بدبابات النظام ومنعت تقدمها.
وأكدت المحافل أن مصادر دعم النظام حاليا تتمثل في: التعزيزات البشرية التي يقدمها حزب الله، والدعم والتدريب الذي تقدمه إيران، والسلاح الذي تقدمه روسيا.
وأوضحت المحافل أن دلالات عجز الأسد عن الوفاء بتعهده بفك الحصار عن مقاتليه الذين كانوا محاصرين في مستشفى "جسر الشغور" تركت انطباعات سلبية عن فرص النظام في البقاء.
وفي سياق متصل، قال آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية في موقع "وللا" الإخباري، إن نصر الله فقد بريقه تماما في العالم العربي "بعد أن تحول إلى مجرد أداة في يد الإيرانيين لقتال السنة".
وفي مقال نشره الموقع صباح اليوم، قال سيخاروف إن ما يثير حفيظة نصر الله أكثر من أي شيء آخر هو حقيقة أنه بات يشك في قدرة نظام حليفه بشار الأسد على الصمود والبقاء.
وشدد سيخاورف على أن أكبر معضلة واجهت حزب الله ونظام الأسد هو قرار قوى المعارضة المسلحة والتوحد والتنسيق، مشددا على أن هذه الخطوة أسهم في قلب الأمور رأسا على عقب.
ونوه سيخاروف إلى أن حزب الله يدرك أن حربه في سوريا ستدفعه للمخاطرة باندلاع مواجهات داخل لبنان، في ظل الكلفة التي تدفعها لبنان لقاء تورط الحزب في القتال.
وأشار سيخاروف إلى أن نصر الله يعود للحديث عن "انتصاراته" على إسرائيل ليذكر الجمهور العربي الذي فقد الثقة به، بشرعيته.
وأوضح هارئيل أن تهاوي قدرة نظام الأسد على إحكام سيطرته عل المناطق المختلفة يفرض على إسرائيل المسارعة في إجراء حوار شامل حول نمط سياساته تجاه سوريا بعد سقوطه.