أثارت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، حول كفاءات الجيش
العراقي، وفقدان قواته الإرادة على القتال، ردود فعل عراقية وإيرانية، حيث سارع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني لاتهام الولايات المتحدة بأنها لم تفعل شيئا لمنع سيطرة
تنظيم الدولة على مدينة
الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
وتقول صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إن الجنرال البريطاني السابق تيم كروس وافق على تصريحات كارتر، وقال إن
الجيش العراقي يحتاج لجيل كي يعاد بناؤه من جديد، وأضاف أن إرسال قوات دولية لقتال تنظيم الدولة لن يحل مشكلة "الإرادة" لدى الجيش العراقي. مبينا أن الجيش العراقي يعاني من مشكلة قيادة، وينقصه التماسك.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن كروس أسهم في التخطيط لحرب العراق عام 2003، ومشاركة القوات البريطانية فيها.
وتحدث كروس لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قائلا: "قال وينستون تشرتشل في بداية القرن العشرين يمكنك تدمير جيش فعليا وسريعا، وقد فعلنا هذا عندما فككنا الجيش العراقي عام 2003". وأضاف: "تحتاج لجيل من أجل بناء جيش قوي قادر عسكريا يستطيع الانتصار في حملات عسكرية"، بحسب الصحيفة.
وتبين الصحيفة أن القادة العراقيين عبروا عن دهشتهم وعدم تصديقهم ما قاله كارتر. وقال قائد عسكري في الأنبار إن تصريحات المسؤول الأمريكي "استفزازية للجيش والشعب العراقي، وهدفها دفع الشعب العراقي لفقدان الثقة بالجيش". وتحدث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لـ "بي بي سي" قائلا إن "قلبي ينزف دما على خسارة الرمادي، وأؤكد لك اننا سنستعيدها سريعا".
ويلفت التقرير إلى أن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن قد اتصل مع العبادي، وحاول إصلاح ما ظهر أنه أزمة دبلوماسية. وأكد بايدن التضحيات الضخمة للجيش العراقي، وأثنى على شجاعته في الأشهر الـ18 الماضية في الرمادي وغيرها.
وتوضح الصحيفة أن التحالف غير المريح لكل من الولايات المتحدة وإيران، ودعمهما للحكومة العراقية في محاولتها دفع المتشددين من تنظيم الدولة، الذين يسيطرون على ثلث البلاد، أدى إلى خلافات حول الاستراتيجية، وهو ما أطال أمد الحرب، وأخر استعادة مدن رئيسة مثل مدينة الموصل.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن دفاعات الرمادي قد انهارت يوم 14 أيار/ مايو، حيث قتل مئات من رجال الشرطة وأبناء العشائر في التقدم الذي حققه التنظيم، وأدى بقوات الجيش العراقي إلى الانسحاب، مخلفة وراءها أسلحة ومعدات عسكرية متقدمة ودبابات أمريكية الصنع، وردت الولايات المتحدة بشن سلسلة من الغارات على نواحي المدينة.
وتذهب الصحيفة إلى أنه نظرا لتردد الولايات المتحدة في التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط، فقد قامت بتشكيل تحالف دولي لشن غارات على مواقع التنظيم في العراق، وأرسلت مستشارين لتدريب قوات الجيش العراقي.
وينوه التقرير إلى أن العبادي، الذي تعهد باستعادة الرمادي في أيام، سيعتمد على المليشيات العراقية المدعومة من
إيران. وقال سليماني في مقابلة مع صحيفة إيرانية: "اليوم لا يواجه تنظيم الدولة سوى الجمهورية الإسلامية والدول القريبة منها، أو التي تدعمها إيران".
وترى الصحيفة أنه من اجل استعادة الرمادي، التي لا تبعد سوى 60 ميلا عن العاصمة بغداد، فإن الحكومة العراقية تحتاج إلى تجنيد القبائل السنية التي عانت في حربها ضد تنظيم الدولة خلال الـ18 شهرا الماضية.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى ما قاله أحد أبناء العشائر: "الحكومة وقادة الجيش خونة"، وأضاف: "إن الكثيرين (منا) قد يتركون الحرب؛ لعدم وجود جدية في قتال تنظيم الدولة".