قالت منظمة
أوكسفام البريطانية إن نحو 16 مليونا من السكان في
اليمن، أي ما يعال ثلثي عدد السكان، لا يستطيعون الحصول على مياه صالحة للشرب أو الاستفادة من الصرف الصحي، بالتزامن مع نقص الوقود واستمرار القتال والقصف الجوي.
ويشكل الرقم الجديد زيادة بنحو 3 ملايين نسمة مقارنة بالوضع السابق، حيث أنه قبل اندلاع المعارك كان نحو 13 مليونا (نصف السكان) بدون مصدر مباشر لمياه الشرب، حيث أن نظام توزيع
المياه يشمل ثلث السكان فقط، بينما 20 في المئة آخرون كان لديهم إمكانية للحصول على المياه عبر الآبار العامة أو بطرق أخرى، وفق تقديرات المنظمة.
وحذرت المنظمة في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني الثلاثاء؛ من أن الناس يجبرون على شرب مياه غير صالحة بسبب تعرض شبكة المياه للخراب، ما يهدد بانتشار أمراض خطيرة، مثل الملاريا والكوليرا والإسهال.
وتعود أزمة المياه والصرف الصحي لتعرض الشبكات للتدمير بسبب القتال، إضافة إلى نقص الوقود اللازم للضخ، سواء كان بالنسبة للمياه النظيفة أو الصرف الصحي.
وقال المدير المسؤول عن شؤون اليمن في أوكسفام، غريس عمر: "إذا لم يكن القتال، ونقص الوقود ونقص الإمدادات الطبية، وصعوبة النوم بسبب القصف، وارتفاع الأسعار، ليس كافيا، الآن نحو ثلثي اليمنيين لا يحصلون على المياه أو الصرف الصحي" للأسبوع السابع على التوالي، وهي فترة الحملة الجوية التي تقودها السعودية.
ولفت عمر إلى أن الرقم الجديد يعادل سكان برلين ولندن وباريس وروما مجتمعين.
وأضافت المنظمة: "الملايين يحفرون آبارا غير آمنة، أو يجلبون المياه عبر الصهاريج، رغم أن هذا الخيار الأخير لم يعد متاحا لغالبية اليمنيين"، حيث أن نقص الوقود والقتال في الشوارع يعني أن صهاريج المياه تحتاج ما بين أربعة أو خمسة أيام للوصول إلى وجهتها، كما أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير.
وقال عمر: "انتشار خطير للأمراض يلوح في الأفق في حال لم يتم التعامل مع قضيتي المياه والصرف الصحي. المستشفيات تعاني في ظل عدم توفر الوقود والمياه النظيفة والإمدادات الطبية".
ورأت المنظمة أن "اليمن بحاجة لوقف عاجل لإطلاق النار، وفتح طرق التجارة للسماح بدخول الإمدادات الحيوية لإعادة بناء وتجديد شبكات المياه".
وتقدم أوكسفام حاليا المساعدة لنحو 80 ألفا في جنوب اليمن، كما تعمل على إيصال المياه لنحو مليون آخرين في عدن ومحيطها.
ويعتمد نحو 2.5 مليون مواطن يمني في 11 مدينة، ومن ضمنها صنعاء والحديدة وعدن، على الوقود الذي تقدمه منظمات إنسانية دولية، لتشغيل شبكات المياه.
وتقول أوكسفام إنه منذ انطلاق عملية "
عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، قتل نحو ألفي شخص، وأصيب سبعة آلاف آخرين، كما اضطر 500 ألف للفرار من منازلهم، فيما لا يزال الآلاف عالقين بسبب القتال على الأرض.