حذرت نخب
إسرائيلية من خطورة بلورة التحالف التركي السعودي، الذي وجد تعبيره في إسناد قوى المعارضة التي تقاتل نظام بشار الأسد.
ونوهت هذه النخب إلى أن هذا التحالف يمكن أن يفضي إلى تغيير خطير في البيئة الإقليمية لإسرائيل
بعكس السيناريوهات السابقة التي رسمتها محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، والتي توقعت أن يطرأ تحسن كبير على البيئة الإقليمية للكيان الإسرائيلي.
وقد أكد
تسفي بارئيل، معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، أن التنسيق التركي السعودي بشأن دعم المعارضة السورية المسلحة جاء في أعقاب خلاف عميق بين كل من أنقرة والرياض من جهة والإدارة الأمريكية حول سبل التعاطي مع الملف السوري من جهة أخرى.
ونوه بارئيل في مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الأربعاء، إلى أن كلا من
تركيا والسعودية ترفضان حصر عمل التحالف الدولي باستهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" ويصران على وجوب استهداف نظام الأسد.
وأوضح بارئيل أن تركيا تتعاطى مع الملف السوري بخلاف الموقف الأمريكي المتحفظ على أي عمل عسكري جدي يمكن أن يفضي إلى انهيار نظام الأسد.
وأوضح بارئيل أن التحول على صعيد العلاقة بين تركيا والسعودية جاء مع صعود الملك سلمان للحكم، حيث إنه بات يؤمن بضرورة تدشين تكتل سني قوي في مواجهة إيران.
وأعاد بارئيل للأذهان حقيقة أن
السعودية تحت حكم الملك عبد الله كانت تنظر لتركيا كدولة "متهمة"، بسبب مواقفها الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين.
وشدد بارئيل على أن السعودية لم تعد ترى في "الإخوان" أنه تنظيم إرهابي على الرغم من أن هذا التنظيم تم اعتباره من ناحية رسمية كذلك.
وأوضح بارئيل أن نظام السيسي ينظر بحنق شديد لتعاظم التحالف التركي السعودي، خشية أن يؤثر بشكل إيجابي على مكانة "الإخوان المسلمين" في مصر.
وفي السياق ذاته، قال عوديد غرانوت، معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى إن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية ترى الموقف التركي السعودي تهديدا لمصالحها لأنه يضمن توفير الظروف لكي تصبح
سوريا تحت حكم "الجماعات المتطرفة"، التي يمكن أن تهدد مصالح كل من إسرائيل والغرب.
وبحسب غرانوت، فإن الولايات المتحدة ترى وجوب الابقاء على جيش نظام الأسد كنواة لقوة عسكرية تخدم نظاما "معتدلا" في سوريا يمكن أن يخلف نظام الأسد.
وأشار غرانوت إلى أنه على الولايات المتحدة ألا تبدي ثقة تجاه قوات المعارضة المسلحة بغض النظر عن طابعها، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يدلل على أن الولايات المتحدة ستنفذ خطته القائمة على تدريب 15 ألف من المقاتلين السوريين بكلفة نصف مليار دولار.