ينتهج النظام السوري أسلوبا جديدا في الضغط على السكان ضمن المناطق الخارجة عن سيطرته في مدن وبلدات وقرى ريف
حماة، وسط
سوريا، حيث يعمد إلى استهداف محاصيلهم الزراعية بشكل عام، ومحصول
القمح في وقت الحصاد، على وجه الخصوص.
وأفاد سكان في المنطقة أن مدافع قوات النظام الميدانية المتمركزة على الحواجز العسكرية توجه فوهاتها باتجاه الحقول الزراعية، مستخدمة القنابل الحارقة، بهدف اشعال النيران في تلك الحقول، لمنع الأهالي من الاستفادة من محصولهم، ولمنعهم من الحصول على رغيف الخبز.
وقال نشطاء إن مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعية قد احترقت بسبب قذائف النظام، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي أنس الحموي لـ"
عربي21" خلال اتصال خاص معه.
وقال الحموي إن مدفعية النظام السوري، تستهدف تلك المناطق على وجه الخصوص خلال فترات الليل، أو ساعات الفجر الأولى، مستغلة غياب المزارعين والأهالي عنها، وبالتالي استمرار الحرائق لأطول فترة زمنية ممكنة وانتشارها في مساحات أكبر.
وبينما يشاهد الأهالي محصولهم من القمح يتحول إلى رماد يتطاير مع الرياح، فإن عليهم تأمين كميات من القمح أو الدقيق من مصادر أخرى، وبالتالي دفع تكاليف الشراء مجددا وبأسعار مرتفعة.
وأضاف الحموي: "لم تتوقف المعارك التي يديرها النظام السوري عند حقول القمح فحسب، بل تعمدت حواجزه العسكرية استهداف الأشجار المثمرة في ريف حماة، وخاصة ـالزيتون والفستق الحلبي".
ويشتهر ريف حماة بزراعة القمح والزيتون والفستق، "ما يعني أن النظام السوري يتعمد ضرب أساسيات
الزراعة في تلك البلدات والقرى، بهدف الحفاظ على مستوى الحصار الذي يفرضه عليها منذ أشهر طويلة، وجعلها بحاجة دائمة إلى مصادر النظام الغذائية، ومنعها من الوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي المرحلي على أبعد تقدير"، حسب تأكيده الحموي.
ومن أهم الحواجز التي تقوم باستهداف حقول القمح والأشجار المثمرة؛ هي حواجز المتمركزة في الزلاقيات، والشيلوط، وزلين، والمصاصنة، إضافة إلى النقاط العسكرية التي تتمركز في مدينة مورك، وجميعها تقوم بضرب الأهداف الزراعية، وكأنها أهداف عسكرية.
ولم تكن مثل هذه الممارسات من نصيب قرى وبلدات ريف حماة فحسب، بل إن محافظة درعا جنوب البلاد، شهدت هي الأخرى مثل هذه الأعمال من
القصف المتعمد الذي طال مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية.