"إنها لحظة تاريخية يحظى فيها شيعة أهل البيت في
لبنان وبلاد الشام بشرف الثأر لدم حفيد رسول الله أبي عبد الله الحسين عليه السلام بإراقة دماء من ناصبوه العداء من بني أمية، ومن تبعهم بطغيان إلى هذا الزمان، في ركب زحف مقدس أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد
حسن نصر الله باتجاه كل الأماكن؛ لخوض معركة الوجود والعرض والدين ضد التكفيريين السلفيين الوهابيين اليزيديين النواصب، ومَن وراءهم مِن أنظمةٍ تناست خلافاتها وتوحدت ضد
الشيعة ودعمت وحوشاً بشرية ائتلفت من شتى القارات وتوجهت نحو دمشق لنبش قبر السيدة زينب عليها السلام، لكن أَنّى لزينب أن تُسبى مرتين، والزمن زمن مقاومة والساعة ساعة حساب.
قد يعلن قائد المعركة
التعبئة العامة في القريب في صفوف كل الشيعة، وقد يستشهد نصفهم ويعيش نصفهم بكرامة، لكن لن يستسلم الرجال للذبح والنساء والبنات للسبي، ولن يهيم الأحرار على وجوههم في بلدان العالم ذليلين من نكبة إلى نكبة، بل سيقاتلون شاء من شاء وأبى من أبى، وسيتحملون عن الكون مسؤولية كل الموجودات، بما فيها الإنس والجن، بل وحتى ذرّات خاتم العقيق الذي يتختّم به الإنسان، سيتحمل أشرف الناس مسؤولية الانتقام لدم الإمام الحسين عليه السلام.
في هذه اللحظة التاريخية بالذات التي تتطلب جهاد الجميع وكلامهم الحق من العلماء الصادقين إلى الجرحى والأسرى وعوائل الشهداء، في هذا المنعطف الخطير ينبري بعض الشيعة اللبنانيين من أصحاب العمائم والأقلام ليمشوا في عكس التيار، ليأمروا الناس بالمنكر وينهوهم عن المعروف، ليُسفهوا للناس جهادهم العابر للحدود إلى النصر والعابر للدنيا إلى الجنة، ليكونوا في صف شمر وابن سعد وابن زياد ويزيد، بدل أن يتأسوا بسيرة المختار الثقفي ويرفعوا شعار يا لثارات الحسين.
ينبري هؤلاء الخونة والعملاء والأغبياء ليثبطوا عزائم أهل المقاومة وبيئتها الحاضنة، فيستحقوا لقب شيعة السفارة الأمريكية، فقد انطفأت قلوبهم، وإنّ لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً".
هكذا فهمتُ الأبعاد "المقدسة" غير القابلة للنقاش في كلام السيد حسن نصرالله بيوم الجريح المقاوم، وأعتقد أن جمهوره المعني حصراً بهذا الخطاب يشاطرني هذا الفهم، وهو تأسّس على هذا المنحى من "التعبئة الإيمانية"، وعلى الطرف المناقض والمعني بالتوصيفات المستجدة أن يتوقع ردات فعل ونتائج حتمية لتثقيف متوارث قائم على فريضة وقدسية الانتقام من مجهول، خصوصاً عندما يتم التعريف عن هذا المجهول.