فاجأت حركة "
فجر الشام" الإسلامية الأوساط الجهادية بإعلانها المشاركة في قتال
تنظيم الدولة بالمعارك الدائرة بين التنظيم وعدد من الفصائل الإسلامية تتقدمها "جبهة النصرة"، "وأحرار الشام" في مناطق بريف
حلب الشمالي.
وأعلنت الحركة في بيان نُشر عبر حسابها الرسمي، مساء الاثنين، تخليها عن الحياد الذي التزمت به منذ تأسيسها قبل عامين، وانضمامها إلى الفصائل التي تقاتل تنظيم الدولة في عدد من المناطق، أبرزها: "صوران، ومارع، وغيرهما".
وأوضح البيان أن "جماعة الدولة جمعت بين الغلو والبغي، فكفّرت المسلمين والمجاهدين، واستباحت دماءهم بغير وجه حق، ورفضت التحاكم إلى شرع الله، وعملت على تمزيق المشروع الإسلامي وتفريق صفوف المجاهدين في كل الساحات، عبر الإعلان عن خلافتهم المزعومة الباطلة شرعا وعقلا".
وتابع البيان: "جماعة الدولة جمعت بين دولة البعث العميقة قيادة وإدارة، وبين الشعارات الإسلامية بتكييفات الغلاة مطية، فتجلى ذلك بحكم شمولي أمني يستعين على تثبيت حكمه بالغلاة وفتاويهم وشعاراتهم من ناحية، وبالإعلام الهوليودي من ناحية أخرى".
واتهمت حركة "فجر الشام" تنظيم الدولة بتبني عقائد منحرفة، مثل: "الغلو في تكفير المخالف والمفارق تكفيرا سياسيا يقوم على قاعدة من ليس معنا فهو مرتد، بالإضافة إلى الإرجاء مع خليفتهم المزعوم، ولذلك قُتل كل من كفر البغدادي بالمناطات ذاتها التي كُفرت بها الجماعات المجاهدة"، وفقا للبيان.
واعتبر البيان أن تنظيم الدولة أطلق أحكام التكفير على الفصائل لأسباب وقع نفسه فيها، وأضاف: "نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، موالاة المرتدين ومظاهرتهم على المسلمين، وهذا ظهر واضحا في دير الزور وضريح سليمان شاه والشيخ نجار والريف الشمالي وغيرها".
وأكمل البيان: "تواصلت جماعة الدولة مع استخبارات دول مرتدة وكافرة، وهذا بدا في تبادل الأسرى الغربيين، وأخذ الفدى، وكذلك في التواصل مع الاستخبارات التركية وغيرها".
وعن الموقف السابق بالحياد تجاه تنظيم الدولة، الذي عرّض الحركة لانتقادات لاذعة، جاء في البيان: "قيادة حركة فجر الشام الإسلامية كانت اتخذت سابقا موقف الحياد الإيجابي الذي كان يناسب مرحلةً وظرفا، تمكنت خلاله من حقن الدماء، وسد الثغور، وتعزيز الجبهات في ظل تكاثر المشاريع المعادية للمشروع الإسلامي، وقد آن الأوان لأن تترجم الحركة مفاصلتها العقدية والمنهجية مع القوم وعقائدهم الفاسدة ومنهجهم المنحرف، وذلك برد عاديتهم ودفع صيالهم".
يشار إلى أن حركة "فجر الشام الإسلامية" واحدة من أكبر الفصائل في حلب، كما يوجد لها كتائب في إدلب، وحمص، وحماة، ويتزعمها الطبيب "أبو عبد الله الشامي"؛ أحد المعتقلين الإسلاميين السابقين في سجن صيدنايا الشهير.
وفي منتصف عام 2013، انفصلت حركة "الفجر الإسلامية" عن حركة "أحرار الشام" لتغير اسمها إلى حركة "فجر الشام" الإسلامية، وتنضوي في عام 2014 مع "جيش المهاجرين والأنصار"، وحركة "شام الإسلام" في تجمع "
جبهة أنصار الدين" التي تحظى بشعبية كبيرة بين الفصائل.