لا أعرف ما إذا نُودي عبد الفتاح
السيسي بلقب "
الدكتور" يُزعجه أم يُسعده؟! رغم أنه حصل على الدكتوراه الفخرية من دولة المجر خلال زيارته لها.. وعلى الرغم من إبداء سعادته بها مُصرحاً: "منحي الدكتوراه الفخرية يؤكد على متانة العلاقات بين مصر والمجر"، ولكني أرى أن مناداته باللقب تزعجه، فهو المشير والرئيس والطبيب.. نعم الطبيب، فلا بأس بمناداته بالطبيب.. ستغمره السعادة بهذا اللقب فهو من لقب نفسه ومنحها "الطبيب".. وهنا يتجلى الخطر في أوضح صورة..
"أنا طبيب.. ربنا خلقني كده.. أشخص الداء وأُعالجه.. اسمعوا مني.. العالم كل قالكم اسمعوا الراجل ده.. مين العالم؟.. خبراء المخابرات والسياسة والإعلام، والفلاسفة إن شئتم.. قالوا للناس اسمعوا الراجل ده.. لأني مبقولشي غير الصح والحق من أجل المصلحة العامة حتى الإنسانية مش الوطنية.. الإنسانية كمان".. هكذا امتدح "السيسي" نفسه خلال زيارته لألمانيا.. "زلاّت اللسان" الامتداحية هذه تُؤكد أن مصر مقبلة على فترة مخيفه لا محال منها في ظل استمراره في الحكم.
للأسف.. هو يرى نفسه كذلك، يُريد أن يقول للمصريين صراحةً: "كلامي مُنزّل.. الحق المُبين.. تمام يا أفندم جوابكم الوحيد"، وكأنهم في وحدة عسكرية.. ولكنه يواريه تلميحاً وفعلاً خجلاً من "جنون الأمر".
بعد ثورتين بشعتين في الأرواح التي راحت فيهم افتداء لبقية المصريين لكي ينعموا بحياة كريمة تسودها مساواه وديمقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية مُطلقة، وحاكم موظف عام عِند الشعب وليس الحاكم بأمره أو إله مُنزّل، أيُعقل أن يعتلي مصر حاكم يخرج على الملأ أمام العالم و"يقول في الخمر يا ليل"، لا يدري خطورة ما يُصرح به، ويمدح نفسه وأنه الفاهم والمدرك لكل تقلصات الحياة.. الأستاذ والمعلم.. والطبيب والمهندس.. والمحامي والإعلامي.. والعسكري والرئيس.. إلخ.
نحن أمام رئيس يزعم في نفسه "
الكمال" و"الكمال لله سبحانه وتعالى".. ما يعني أنه مع مرور الأيام ستجدون أنفسكم "لا تروا لا تسمعوا لا تتكلموا" وبالأمر حتى وإن انزلقت مصر في الهاوية.. فأبشروا.
makldgournal@yahoo.com