لم تكن استراتيجية
تنظيم الدولة الإسلامية على صعيد الإيديولوجية الخطابية والممارسة العملياتية العسكرية في تحدي ومواجهة المملكة العربية
السعودية مفاجئة أو مدهشة، فقد اعتمد تنظيم الدولة على الوضوح وتجنب الالتباس في إيصال رسالته الدعائية وتحقيقها واقعيا، إذ اعتمد تنظيم الدولة الإسلامية منذ فترة مبكرة على أساس "حروب الهوية" وتأجيج "صراع الطائفية" من خلال التشكيك بانتماء الدولة السعودية إلى الفضاءات الإيديولوجية "السنيّة" ونزع تمثيله للهوية السلفية الحقة، وجائت عملياته العسكرية متناغمة ومتطابقة من خلال تركيز الهجمات الانتحارية على استهداف المكونات السعودية "الشيعية".
منذ سيطرة تنظيم الدولة على الموصل في 10 حزيران/ يونيو، 2014، بات خطاب التنظيم عن دولة حقيقية في حيز العوالم الواقعية ترتكز إلى احتكار تمثيل الهوية السنيّة، الأمر الذي استكمله التنظيم بإعلان قيام "خلافة إسلامية" في 29 حزيران/ يونيو 2014 مع دخول أول أيام شهر رمضان، ومع صمود التنظيم في وجه التحالف الدولي وزيادة التدخلات
الإيرانية المباشرة وعبر مليشياتها الشيعية العابرة للحدود في العراق وسوريا ثم اليمن فضلا عن لبنان، وتضخم خطابها الطائفي والزهو بانتصاراتها الاستراتيجية واحتفائها بالسيطرة على عدة عواصم عربية، وسط حالة من الارتباك العربي السني والخطاب الديني والسياسي الملتبس، برز أبو بكر البغدادي خليفة الدولة في تسجيل صوتي صادر عن مؤسسة الفرقان بعنوان "ولو كره الكافرون" في 13 تشرين ثاني/ نوفمبر 2014، يؤكد فيه على فشل ضربات التحالف الجوية، والتدخلات الإيرانية، إلا أن استراتيجيات الخطاب كانت ترتكز إلى واجباته كخليفة للمسلمين ممثلا للهوية السنيّة الممتهنة، ولذلك كانت رسالته واضحة في تحديد أولوياته وتصوراته الدينية والسياسية، فخطاب الهوية واستراتيجياتها باحتكار تمثيل الإسلام السني ونزعه عن الآخرين برزت عبر توعّد البغدادي للسعودية التي استندت منذ تأسيسها على تمثيل الهوية السنية بنسختها السلفية الوهابية، ففي سياق عمليات نزع الهوية السنية عن السعودية خاطبها بــ "آل سلول" بدلا من "آل سعود"، وهي تسمية قدحية تشير إلى "النفاق" في المعجم الهوياتي الإسلامي، واعتبر البغدادي أن "حكام السعودية هم رأس الأفعى"، وفي سياق تحديد نهج التنظيم الهوياتي والاستراتيجي الذي يرتكز على الهوية السنية وأولوية قتال "العدو القريب" دعا "أنصار الدولة الإسلامية" إلى مهاجمة "الرافضة وآل سلول، قبل الصليبيين وقواعدهم"، وأكّد أن "طلائع الدولة الإسلامية" ستصل عمّا قريب كافة الأماكن، وقد حثّ البغدادي على مهاجمة الحوثيين في اليمن، و"تفجير براكين الجهاد في كل مكان".
وفي سياق البرهنة على عزم تنظيم الدولة على التمدد، أكد البغدادي على تمدد التنظيم في بلدان عديدة وتوالي "البيعات" من جماعات ومجموعات وشخصيات إسلامية عديدة، إذ يقول: "إننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين واليمن، وإلى مصر وليبيا والجزائر، ونعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، وإلغاء أسماء الجماعات فيها، وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية، وتعيين ولاة عليها"، ولم يكن البغدادي يبشر بالتمدد جزافا لأغراض دعائية مجانية، فقد بايعت فعلا خمس جماعات جهادية في خمس دول عربية، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبا بكر البغدادي، "على السمع والطاعة"، في 10 تشرين ثاني/ نوفمبر 2014، وقامت مؤسستا البنيان، والبتار التابعتان لتنظيم الدولة،بنشر خمس كلمات صوتية، وبيانات مكتوبة، للجماعات الجهادية، التي انضمت إلى خلافة "البغدادي"، وكان من بين البيعات لتنظيم الدولة بيانات من "مجاهدي جزيرة العرب" في السعودية، وبيعة "المجاهدون" في اليمن.
عقب خطاب البغدادي السابق برهن تنظيم الدولة الإسلامية على قدرته على الصمود والتمدد، وكانت السعودية قد استشعرت الحرج الشديد داخليا وفي العالم السني عقب سيطرة الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ثم تمددها باتجاه عدن، وبروز تناغم إيراني أمريكي، فأعلنت عن عملية عسكرية جوية خاطفة في اليمن انطلقت فجر الخميس 26 آذار/ مارس 2015 باسم "عاصفة الحزم"، وانتهت مساء الثلاثاء 21 نيسان/ إبريل 2015 لتبدأ مع منتصف الليل عملية "إعادة الأمل"، وقد استهدفت العمليات السعودية في اليمن في المقام الأول إعادة التموضع في سياق الحرب الإقليمية الطائفية الباردة، فبعد أن نجح تنظيم الدولة الإسلامية في انتزاع تمثيل الهوية السنية في العراق في مواجهة التوسع الإيراني والتصدي للمليشيات الشيعية في إطار "الحشد الشعبي" التي يقودها قاسم سليماني، باتت الدول العربية محرجة وتفتقر إلى استراتيجية فعالة لمواجهة التمدد الإيراني، بل أصبحت أحد أدوات الإمبريالية التوسعية الإيرانية تعمل تحت غطاء "الحرب على الإرهاب"، الأمر الذي أغرى إيران باكتساح العراق وسوريا وصولا إلى اليمن عبر أذرعها من المليشيات الشيعية، وأصبحت شرعية الأنظمة العربية وخصوصا السعودية التي تستند إلى شرعية دينية سنيّة، مهددة وتفتقر إلى الجاذبية والمشروعية، وهو أمر جلل يهدد الشرعية والمشروعية داخليا وخارجيا، وبهذا أخذت العملية العسكرية عنوانا واضحا وهو "الحزم" لاستعادة تمثيل الهوية السنية ومواجهة التهديد الهوياتي الشيعي الإيراني.
في هذا السياق ظهر أبو بكر البغدادي خليفة الدولة الإسلامية ليقطع الطريق على العملية السعودية وكي يؤكد علة مسألة تمثيل الهوية السنيّة في كلمة صوتية نشرتها مؤسسة الفرقان التابعة للدولة الإسلامية، في 14 أيار/ مايو 2015 بعنوان "انفروا خفافاً وثقالاً"، وبدت كلمة البغدادي أكثر ثقة وحزم من خطابه السابق مؤكدا على تحقق "دولة الأمر الواقع"، فهو يقدم تفسيرا لمعنى الإسلام والدولة يقوم على مبدأ القوة، إذ يقول: "ما كان الإسلام يوماً دين السلام، إن الإسلام دين القتال، وقد بُعِث نبيكم صلى الله عليه وسلم بالسيف رحمة للعالمين، وأُمِر بالقتال حتى يُعبد الله وحده"، وعقب تقديم قراءة تاريحية للإسلام تقوم على الجهاد والقتال، قدم تصورا معاصرا للعلاقة مع الغرب تقوم على الصراع فبحسب البغدادي: "وإن كان الصليبيون اليوم يزعمون اجتناب عامة المسلمين والإقتصار على استهداف المسلحين منهم فعما قريب سترونهم يستهدفون كل مسلم في كل مكان"، لكن البغدادي يبقى أمينا لنهج التنظيم منذ مؤسسه الزرقاوي بالتركيز على العدو القريب ممثلا بالأنظمة العربية والإسلامية وخصوصا السعودية باعتبارها خارجة عن معنى الإسلام فهو يقول: "إن الحكام الطواغيت الذين يحكمون بلادكم في الحرمين واليمن والشام والعراق ومصر والمغرب، وخراسان والقوقاز والهند وأفريقيا وفي كل مكان؛ إنما هم حلفاء لليهود والصليبيين بل عبيد لهم وخدم وكلاب حراسة ليس إلا، وما الجيوش التي يُعِدّونها ويسلّحونها ويدربها اليهود والصليبيون إلا لقمعكم وإستضعافكم وإستعبادكم لليهود والصليبيين، وردكم عن دينكم، وصدكم عن سبيل الله، ونهب خيرات بلادكم، وسلب أموالكم"، وإذ كان تنظيم القاعدة بنى استراتيجيته على أولوية قتال العدو البعيد وخصوصا أمريكا، فإن البغدادي يصر على العدو القريب وخصوصا السعودية، التي أفرد لها مساحة كبيرة من النقد والهجوم، فقد وصف البغدادي عاصفة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن بعاصفة "الوهم"، وعلل أسبابها بقوله: "فلما شعر آل سلول بتخلي أسيادهم عنهم، ورميهم كالأحذية البالية، واستبدالهم، شنوا حربهم المزعومة على الروافض في اليمن، و ما هي بعاصمة حزم، وإنما هي بإذن الله رفصة قبل الموت من منازع بأنفاسه الأخيرة".
لا جدال أن البغدادي يسعى جاهدا لنزع الشرعية الدينية عن الحكم السعودي، فهو يقدم "الدولة الإسلامية" كبديل سني يستحق المتابعة والولاء والطاعة، إذ يقدم تشكيكا متواترا ونقدا قاسيا في مشروعية الحكم السعودي فهو يقول: "أين طائرات حكام الجزيرة من اليهود الذين يدنسون مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، ويسومون أهل فلسطين من المسلمين كل يوم سوء العذاب؟ أين نصرة آل سلول وحلفائهم لمليون مسلم مستضعف يبادون في بورما عن بكرة أبيهم؟ أين نخوتهم حيال براميل النصيرية ومدافعهم التي تدك رؤوس المسلمين على رؤوس أهلها من النساء والولدان والمستضعفين في حلب وإدلب وحماة وحمص ودمشق وغيرها؟"، ويتابع هجومه بالقول: "أين غيرة حكام الجزيرة من الحرائر اللواتي يغتصبن كل يوم في الشام والعراق وشتى بقاع المسلمين؟ أين نجدة حكام مكة والمدينة للمسلمين في الصين والهند الذين يفعل بهم الهندوس الأفاعيل كل يوم من قتل وحرق واغتصاب وتقطيع أوصال وسلب ونهب وسجن؟ أين نجدتهم لهم في إندونيسيا والقوقاز وأفريقيا وخراسان وفي كل مكان؟ لقد فضح حكام الجزيرة وانكشفت سوءتهم، وفقدوا شرعيتهم المزعومة، واتضحت خيانتهم حتى عند عوام المسلمين، وظهروا على حقيقتهم، فانتهت صلاحيتهم عند أسيادهم من اليهود والصليبيين، وبدأوا باستبدالهم من الروافض الصفويين، وملاحدة الأكراد".
لم تتأخر الفعالية العسكرية عن المنظومة الخطابية الإيديولوجية الهوياتية لتنظيم الدولة، فقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية ــ ولاية نجد في 22 أيار/ مايو 2015 مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف في قرية القديح بمحافظة القطيف وأودى بحياة 22 شخصًا وجرح عشرات آخرين، وقال التنظيم ، في بيان نشره على الإنترنت، إن "أبو عامر النجدي قام بتفجير نفسه بحزام ناسف داخل مسجد القديح في محافظة القطيف السعودية"، وبعد أسبوع في يوم الجمعة 29 أيار/ مايو 2015 شهدت مدينة الدمام الكائنة في شرق السعودية عملية أخرى في مسجد الإمام الحسين الخاص بالشيعة في الدمام، وقد أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وجاء في بيان نشره التنظيم على موقع تويتر "انغمس الأخ الغيور جندي الخلافة أبو جندل الجزراوي في جمع... وقد يسر الله له الوصول إلى الهدف رغم تشديد الحماية"، وأفادت الشرطة السعودية بمقتل 4 أشخاص .
سارعت السعودية إلى كبح جماح خطر الفتنة الطائفية من خلال إجراءات مشددة لضبط الخطاب الطائفي، وأعلنت عن قدرتها على تعقب خلايا تنظيم الدولة الإسلامية فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية عن هوية المنفذين وكشفت عن لائحة للمطلوبين حيث قال: "اتضح من إجراءات التثبت من هوية منفذ الجريمة الإرهابية الآثمة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف أنه يدعى صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي، سعودي الجنسية، وهو من المطلوبين للجهات الأمنية لانتمائه إلى خلية إرهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم
داعش الإرهابي في الخارج". كما كشفت وزارة الداخلية السعودية عن هوية الانتحاري الذي حاول تفجير مسجد العنود بالدمام، وهو سعودي الجنسية ويدعى "خالد عايد محمد الوهبي الشمري" والذي يبلغ من العمر (21 عاما)، وأعلنت عن قائمة تضم 16 سعوديا من المطلوب القبض عليهم لتورطهم بالانتماء لـ"خلايا إرهابية" تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".
لا شك بأن هذه العمليات لن يكون له آثار مباشرة على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية على الدى القريب، إلا أنها تكشف عن ممارسات خطيرة ترتبط باستراتيجية بعيدة لتنظيم لدولة الإسلامية المدى تهدف إلى زعزعة الثقة وإضعاف الحكومة السعودية واستثمار التناقض الخطابي المتعلق بالهوية السنية والمسألة الطائفية، وزياد الشرخ بين المؤسسة الدينية والسياسية، فقد تبنت السعودية خطابا ملتبسا سياسيا وعلى مدى عقود ركزت المؤسسة الدينية الرسمية والشعبية على تبديع وتكفير الشيعة وتخوينهم والتشكيك بمواطنتهم، ولذلك استثمر تنظيم الدولة الإسلامية ذات السردية الخطابية الشائعة في السعودية للإعداد لمراحل الحركة وتجهيز مسرح العمليات، وإظهار السلطة السياسية والدينية في حالة تلبس بالتناقض والنفاق.
استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية من خلال الهجمات على المنطقة الشرقية والتجمعات الشيعية تهدف إلى خلخلة البناء السياسي والاجتماعي للدولة السعودية، وذلك لوضعها أما خيارات صعبة أو متناقضة، وموضعتها في حالة دفاع هش من خلال إجبار السعودية على الدفاع عن الشيعة أو محاولة استمالتهم وخطب ودهم، وهو أمر يتناقض مع السردية السلفية الوهابية للدولة السعودية في مجالات التعليم والإعلام والفتوى، وهي تتطابق خطابيا مع سردية تنظيم الدولة الإسلامية، فعقب العمليتين صرح الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، بأنّ تنظيم الدولة الإسلامية كان يهدف إلى نشر الطائفية، وهو أمر لا شك هدف معلن لتنظيم الدولة دون مواربة، لكن الطائفية هي جزء من المنظومة الخطابية الإيديولوجية للسعودية وتلك هي المعضلة، الأمر الذي يكشف بحسب تنظيم الدولة الإسلامية، عن مدى نفاق حكومة الرياض، وإحراج بلاد الحرمين الشريفين أما مواطنيها المتشبعين بالسلفية الوهابية الحقة، والبرهنة على مصداقية تنظيم الدولة الإسلامية ودعوى انتمائها للسلفية الصحيحة وحق تمثيل أهل السنة والجماعة.
يدرك تنظيم الدولة الإسلامية فشل تجارب تنظيم القاعدة في عمل اختراق داخل السعودية بين أعوام 2003 ــ 2006، لعدم فهم الاستراتيجية الأنسب والانجع، على الرغم من أن السعودية هي أكبر خزان للجهاديين في العالم الإسلامي منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، إبان المحطة الأفغانية ثم البوسنية والشيشانية والعراقية وغيرها من الساحات، إلا أن جهاديي السعودية كانوا أقرب إلى نسق الجهاد التضامني مع قضايا إسلامية عادلة، وعندما دخلت سوريا منذ آذار/ مارس 2011، شكل السعوديون الجنسية الأكثر عددا بقرابة 3000 مقاتل، ولذلك يعمل تنظيم الدولة الإسلامية على بناء استراتيجية بعيدة المدى تتجاوز الجهاد التضامني والنكائي والدخول في أفق الجهاد التمكني، عبر سردية جهادية ترتكز على الهوية واستثمار اللعبة الطائفية. ويعمل تنظيم الدولة الإسلامية على توسيع قواعد الاشتباك مع السعودية من خلال ولاياته في اليمن ومن خلال تواجده على حدوده مع السعودية في العراق، ويسعى إلى تعزيز حضوره في البحرين نظرا لوجود أحد أهم منظريه وهو تركي البنعلي، ونظرا للمشكلة الطائفية الحادة في هذا البلد الصغير.
خلاصة القول أن استراتيجية الدولة الإسلامية في السعودية بعيدة المدى، فهي ترتكز إلى سياسات الهوية الطائفية، والعمل على احتكار تمثيل الهوية السنيّة بنسختها الوهابية، من خلال إظهار السعودية كدولة ضعيفة غير قادرة على حماية السنة أمام التمدد الإيراني والعجز عن مواجهة المليشيات الشيعية، وخلق حالة من الشك والريبة والعداء بين المؤسسة الدينية الوهابية والمؤسسة السياسية السعودية، وزعزعة ثقة المواطن السعودي والعربي والإسلامي بصدق تمثيل السعودية للهوية السنية، وإجبارها على تخاذ قرارات خاطئة سياسية واستراتيجية.