ألقت السلطات النيوزلندية القبض على رجل اعتاد على اقتلاع
أسنان مرافقاته، بعد إقناعهن بأن ذلك أفضل لهن.
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه تم القبض على الرجل بعد أن تقدمت أربع من هؤلاء النسوة بشكاوى ضده.
وقالت الصحيفة إن هذا البلد الذي اشتهر بفريقه المحترف في رياضة الرجبي ومناظره الطبيعية الخلابة، قد أضاف إلى رصيد صيته هذه القصة الغريبة، التي لخصها المدعي العام لمحكمة ويلينجتون بأن "هذا الرجل (56 عاما) يحمل ولعا غريبا بأسنان من يرتبط بهن، أو ربما يهوى إفقاد
النساء لأسنانهن".
وأفادت الصحيفة بأن هذه الأحداث تعود إلى الفترة بين عامي 1988 و2011 في العاصمة النيوزيلاندية، حيث يقوم فيليب ليل هانسن، المعتاد على ارتياد مواقع التعارف والمواعدة على الشبكة الافتراضية، باختيار ضحاياه من النسوة الوحيدات والمعزولات، الباحثات عن رجل يشعرهن بالحب والأمان، لتسير العلاقة في البداية على أحسن ما يرام، قبل أن ينحو الرجل نحو الاستبداد شيئا فشيئا، إذ يحدث رفيقاته عن قدرته على اقتلاع أسنانهن، مطمئنا إياهن بامتلاكه لخبرة في هذا المجال.
وأشارت الصحيفة إلى تمكن فيليب من السيطرة على هؤلاء النسوة والتلاعب بهن لينجح أخيرا في تنفيذ رغبته، فقد سقطت أربع منهن في فخه قبل أن يتم إيقافه سنة 2012، ثم مثوله أمام المحكمة نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي.
من جهتهن، قامت رفيقاته السابقات، حسب الصحيفة، بالإدلاء بشهادتهن ضده في أثناء المحاكمة، حيث أفادت إحداهن بإقدامه على احتجازها في المقاعد الخلفية لسيارته قبل أن يشرع في اقتلاع أسنانها باستعمال كماشة تستعمل لاقتلاع المسامير، وبدون تخدير، مستعينا باسفنجة قديمة مبللة بالزيت لإيقاف النزيف.
وأضافت الضحية بأن الآلام قد اشتدت بها إثر اقتلاعه لسنها السادسة، الأمر الذي دفعها لكي تطلب منه الامتناع عن المواصلة، ثم لجأت لطبيب أسنان قام باقتلاع بقية أسنانها وتعويضها بأخرى اصطناعية، نزولا عند أوامر هذا الرجل، غير أن هذه الأسنان لم تلبث أن اختفت كذلك.
وذكرت الصحيفة أن المتهم اعترف بميله نحو النساء دون أسنان، حيث يراهن أكثر جمالا وهن يضعن الأسنان الاصطناعية.
هذا وقد نجحت ضحية أخرى في التغلب على إحساسها بالخوف وطلبت منه التوقف، وأشارت إلى إمكانية التحاور معه أحيانا، في حين يتحول أحيانا أخرى إلى شخص ثائر يصعب التعامل معه.
كما قالت الصحيفة إن الضحايا قد عبرن عن إحساسهن بالخوف الشديد من هذا الرجل الذي تغلب عليه نزعة السيطرة والهيمنة.
وقد عثر المحققون في بيت المتهم على كماشتين تحملان آثار دم والحمض النووي لإحدى رفيقاته، في حين كشفت بيانات حاسوبه عن قيامه بما يزيد عن 600 بحث حول كيفية اقتلاع الأسنان.
من جهته، صرح محامي فيليب ليل هانسن، حسب ما أوردته الصحيفة، بأن موكله كان يسعى لـ"مساعدتهن" لا إلحاق الأذى بهن، حيث كانت إحداهن قد اشتكت من آلام بضرس العقل مما دفع فيليب لـ"معالجتها" عن طريق الاستعانة بمفك براغي، مما يثبت بأنه كان يسعى لتوفيرهن مصاريف طبيب الأسنان بكامل رضاهن مما يثبت "براءة" فيليب، كما أعلن المحامي.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن المحكمة لم تقتنع بهذا الطرح متهمة فيليب بالاعتداء بهدف إيقاع الضرر. ويتوقع أن يتم إصدار الحكم في 19 من حزيران/ يونيو الجاري.