دخلت العلاقات الثنائية المتوترة أصلا بين
السعودية وإيران في مرحلة جديدة من التدهور بعد أن تحولت حادثة
تسمم جماعي لعدد من الزوار السعوديين لإيران إلى أزمة سياسية بين البلدين، ما اضطر الرياض لاستدعاء السفير
الإيراني لديها.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الرياض استدعت السفير الإيراني لديها أسامة نقلي لاستيضاح قصة حادثة التسمم التي أودت بحياة أربعة أطفال سعوديين في مدينة
مشهد الإيرانية قبل يومين.
وبحسب الوكالة السعودية فقد أعرب رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية عن "أسف حكومة المملكة العربية السعودية البالغ لحادث التسمم المؤلم الذي تعرض له عدد من المواطنين السعوديين في مدينة مشهد الإيرانية، وراح ضحيته أربعة أطفال، وإصابة ثمانية وعشرين مواطنا آخرين".
وأعرب نقلي عن أمله في أن "تسرع السلطات الإيرانية في إجراء التحقيقات اللأزمة، وكشف الظروف والملابسات المحيطة به".
وبين أنه "تم الطلب من السفير الإيراني التعاون مع السفارة في طهران، والقنصلية العامة في مشهد، والسماح لهم بمتابعة الحالة الطبية للمصابين، وتقديم جميع التسهيلات والرعاية اللأزمة التي يحتاجها المواطنون السعوديون في إيران، وتوفير الحماية المطلوبة لهم".
وبين نقلي أنه فور وقوع الحادث تواصلت السفارة في طهران بشكل فوري مع الخارجية الإيرانية، والجهات المعنية، في "مشهد" لإجراء التحقيقات المطلوبة لكشف الغموض والملابسات المحيطة بهذا الحادث.
وقال وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، سيد حسن هاشمي إن السبب في حادث تسم السعوديين "يعود للسم الذي استخدم في رش غرف الفندق الذي نزلوا فيه".
وبين هاشمي، في تصريح نقلته وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أن التحاليل تثبت وجود السم في عينات الدم، التي أخذت من المصابين، موضحا أن 32 زائرا سعوديا أصيبوا بالتسمم، توفي أربعة منهم، ومازال سبعة منهم في العناية المرکزة.
وبين هاشمي أن "أي حالة تسمم قد تعتبر متعمدة من الناحية الطبية، إلا إذا ثبت عكس ذلك، مشيرا أن "احتمال التعمد في تسمم الزوار قائم".
ونقلت وكالة فارس عن رئيس اتحاد الفنادق في محافظة خراسان الرضوية محمد قانعي قوله، بأن سبب التسمم يعود إلى استخدام مبيد حشري غير مسموح به لمكافحة الحشرات.