حاول النظام السوري جاهدا إخفاء حجم الخسائر البشرية التي تكبدها خلال الاشتباكات مع
تنظيم الدولة في محافظة الحسكة الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد، واقتصر الإعلام الرسمي في التركيز على بعض النقاط أو القرى التي استرجعتها قوات النظام والمليشيات من قبضة التنظيم، إلا أن مصادر موالية للنظام السوري كشفت عن خسائر بشرية فادحة تكبدها النظام السوري، كان من أهمها مقتل أحد أعتى
ضباط الحرس الجمهوري، وإصابة خطرة لقائد مليشيات الدفاع الوطني في المنطقة.
ونعت المصادر الموالية الملازم أول مرهف الخطيب، الضابط في الحرس الجمهوري ومدير مكتب قائد عمليات المنطقة الشرقية في
سوريا اللواء محمد خضور، حيث قضى الخطيب على أيدي تنظيم الدولة عقب هجوم نفذه التنظيم على منطقة جسر أبيض جنوب غربي الحسكة.
كما أكدت المصادر ذاتها إصابة الرقيب بسام العرسان مؤسس وقائد مليشيات الدفاع الوطني في الحسكة، حيث نقل الأخير بطائرة من مطار القامشلي إلى دمشق لتلقي العلاج.
والخطيب هو من الطائفة السُنية في سوريا، وينحدر من مدينة تلبيسة الواقعة بريف حمص وسط سوريا. رفض الانشقاق عن النظام السوري رغم المطالب الكثيرة من ذويه، وكان يكنى لدى قوات الحرس الجمهوري بـقناص الحرس. كما كان قائدا ضمن صفوف الحرس الجمهوري لسلسلة معارك ضد كتائب الثوار في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وقد قضى على يده العشرات من المدنيين قنصا خلال الأعوام السابقة، ثم انتقل بعد ذلك لقيادة المعارك ضد الثوار في حي صلاح الدين في مدينة حلب، قبل أن ينتقل إلى الفرقة 17 الواقعة في الرقة لينتقل إلى الحسكة بعد سيطرة تنظيم الدولة على مقر الفرقة.
ويوضح الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي، لـ"
عربي 21"، أنه بعد سيطرة التنظيم على الفرقة 17، انتقل الخطيب برفقة قائد عمليات المنطقة الشرقية اللواء محمد خضور إلى محافظة دير الزور، وعند اشتداد المعارك في الحسكة كان اعتماد قوات الحرس الجمهوري عليه بشكل كامل في مواجهة التنظيم، وفعلا نجح في استعادة بعض المناطق، إلا أنه قُتل على يد تنظيم الدولة الذي استهدفه بطلقة قناص أدت إلى مقتله على الفور.
وأشارت مصادر محسوبة على النظام السوري إلى أن جثة الملازم أول مرهف الخطيب وصلت إلى المشفى العسكري في مدينة اللاذقية في الساحل السوري، على متن طائرة نقلته من القامشلي، حيث أنه سيدفن في الساحل السوري، رغم أن القتيل ينحدر من مدينة تلبيسة في ريف حمص.
وبذلك يكون النظام السوري قد خسر أحد أبرز القيادات الميدانية التي لطالما تغنى مؤيدو النظام بإنجازاتها السابقة. ولكن بعد مقتله لم يكن الخبر بذات الأهمية التي كان يحظى بها الخطيب عندما كان على قيد الحياة.