قال أحد عناصر
تنظيم الدولة في
العراق، في حديث خاص لصحيفة "
عربي21"، إن جزءا من استراتيجية التنظيم تكمن في محاولة "إنهاك قدرات الجيش والحشد واستنزافهما من خلال استدراجهم إلى المناطق الزراعية في المنطقة (جنوب
بغداد)، وإيقاعهم في الكمائن الجاهزة، حيث نمتلك ما يكفي من المعرفة بطبيعة هذه المناطق التي طالما عانت منها القوات الأميركية قبل ظهور
الصحوات".
وولاية الجنوب هو اسم متعارف عليه في إداريات تنظيم الدولة، ويطلق الاسم على المناطق التي تقع تحت سيطرته في جنوب وجنوب غرب العاصمة بغداد.
وتعد مناطق ولاية الجنوب الخزان البشري للتنظيم، وتمثل البيئة الشعبية الحاضنة له في حزام بغداد، كمناطق الزيدان، والعناز، وزوبع، والرضوانية القريبة من مطار بغداد الدولي وما تشكله من تهديد أمني كبير، وتتكرر هجمات التنظيم، أو "الغزوات" كما يسميها التنظيم على آخر معاقل وثكنات الجيش العراقي، بالانطلاق من تلك المناطق باتجاه الأراضي التي تسيطر عليها عشيرة البوعامر ذات الأغلبية الشيعية الموالية للحكومة، والتي يطبق عليها التنظيم من اتجاه اللطيفية واليوسفية جنوبا، ومن زوبع غربا.
لكن قرب مناطق العشيرة من الرضوانية من مطار بغداد يجعلها في وضع دفاعي أفضل، ويحاول تنظيم الدولة منذ فترة ليست بالقصيرة السيطرة على الأراضي المحيطة بناحية عامرية الفلوجة على ضفة نهر الفرات وصولا إلى اليوسفية، أحد معاقل التنظيم جنوب العاصمة، وعلى منطقة اللطيفية والإسكندرية التي كانت تعرف باسم مثلث الموت.
ويضيف المقاتل أبو حمزة الزوبعي الذي عمل سابقا قائد مجموعة في كتائب ثورة العشرين قبل أن يلتحق بتنظيم الدولة أن "الهدف الأبعد لعملياتنا في هذه المناطق هو تحقيق التواصل الجغرافي لسيطرة الدولة الإسلامية على مناطق تمتد من عامرية الفلوجة إلى مناطق زوبع غرب العاصمة، وصولا إلى صدر اليوسفية واللطيفية لقطع امدادات الحشد من جنوب العراق، وهي خطوة نراها ضرورة عسكرية لحصار العاصمة تمهيدا لفتحها.
وردا على سؤال لـ "
عربي 21" عن مدى وجدوى فاعلية طيران التحالف الدولي، يقول الزوبعي: "تمكنا من تجنب خطر طيران التحالف بوسائل وأساليب جديدة"، لكنه رفض الكشف عن تلك الوسائل والأساليب، وأضاف: "نحن نتحرك في مساحات شاسعة، ونقيم معسكرات تدريب متنقلة بين الأشجار والبساتين، ما دفع بالحكومة لتجنيد مليشيات من عشيرة البوعامر الشيعية تقوم بتجريف البساتين، لكننا استطعنا التصدي لهم وإيقاف عملياتهم بشكل كامل".
يتبع تنظيم الدولة استراتيجية عسكرية تركز على السيطرة على عامرية الفلوجة بخطوات بطيئة، وذلك لاهميتها نظرا لارتباطها الجغرافي بكربلاء، كما تركز على استعادة الحاضنة الشعبية كأحد أهم ضرورات العمل القتالي للتنظيم في تلك المناطق طالما ظلت المناطق المحاذية للطريق الدولي السريع المؤدي إلى بغداد تحت سيطرة القوات الأمنية والحشد الشعبي.
ويختم أبو حمزة الزوبعي حديثه الخاص مع "
عربي 21"، قائلا: "ربما يكون فتح بغداد ليس بالأمر البعيد زمنيا قياسا بالتطورات المتسارعة في الأنبار، لكنه قد لا يكون قريبا أيضا، إذ لا يمكن وضع جدول زمني لأمر استراتيجي كهذا، إنما هذا الأمر يتعلق بفرض الوقائع على الأرض وهي التي تحدد كلّ شيء".