دعت "
جبهة النصرة"، تنظيم القاعدة في بلاد الشام، جميع الفصائل والتشكيلات المقاتلة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية بريف دمشق إلى تشكيل "
جيش الفتح في
الغوطة"، وذلك "أسوة" بتشكيل "جيش الفتح" في إدلب وفي القلمون بريف دمشق، وهي الدعوة التي لم تلق تجاوبا من قبل الفصائل العاملة في الغوطة وكذا عند نشطاء الثورة.
وقالت جبهة النصرة في بيان نشرته، الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "الجبهة تدعو جميع الفصائل على أرض الغوطة الشرقية لتشكيل جيش واحد تذوب فيه الرايات والعصبيات تحت مسمى جيش الفتح في الغوطة".
وأردف البيان، أن "غاية جيش فتح الغوطة هي تحكيم شرع الله ودحر أعداء الله، وحسم المعركة ضد النظام السوري في دمشق"، ولفت بيان، الجبهة، إلى أن "الدعوة لتشكيل ذلك الجيش تأتي أسوة لتشكيل جيش الفتح في كل من إدلب والقلمون وما حققة من انتصارات".
خروج على إجماع الغوطة
وفي تعليقه على البيان، قال أحمد أبازيد باحث في الفكر الإسلامي و السلفية الجهادية، "بالنسبة لدعوة جيش الفتح في الغوطة، فإن النصرة تحاول الخروج عن المرجعية العسكرية للقيادة الموحدة كما خرجت من قبل عن المرجعية القضائية للقضاء الموحد".
وأضاف أحمد أبازيد في تصريح لـ"
عربي21"، أن
القيادة الموحدة والقضاء الموحد، "كلاهما إنجازان مهمان اجتمعت عليهما كل الفصائل في الغوطة الشرقية فيما عدا النصرة".
وأوضح الباحث أبا زيد، أن "هذا نتيجة ارتباط فروع النصرة فيما بينها أكثر من الارتباط المناطقي بفصائل المنطقة نفسها، إضافة إلى الاحتقان المتبادل ما بين جيش الإسلام وجبهة النصرة، ومحاولة النصرة زعزعة هيمنة الجيش الذي يمتلك أغلب القوة العسكرية في حاضنته الشعبية في الغوطة الشرقية".
وخلص أحمد أبا زيد تصريحه بالقول: "ليس من المحتمل أن تلقى هذه الدعوة للخروج عن القيادة الموحدة نجاحا يذكر، بقدر ما أن الغاية منها إعلامية أكثر".
محاولة مصالحة مع المدنيين
واعتبر براء عبد الرحمن ناشط إعلامي، في الغوطة الشرقية، بيان جبهة النصرة تشكيل جيش فتح في الغوطة، أن "جبهة النصرة تحاول من هذه الدعوة رفع رصيدها لدى المدنيين بالغوطة الشرقية وكسب حاضنة شعبية لها فهي ليست مرحب بها بكثير من مناطق الغوطة الشرقية".
وتابع براء عبد الرحمن في تصريح لـ"
عربي21"، "بل ما يؤكد كلامي رسالة المحيسني، الداعية الأشهر للنصرة في سوريا، الصوتية قبيل إصدار هذا البيان بأيام، والذي كان محاولة لاستعطاف المدنيين بعد انتصارات جيش الفتح بالشمال السوري".
واعتبر الناشط الإعلامي، أن "النصرة بالغوطة تختلف عن الشمال فهي أصغر الجماعات المقاتلة، وشدد على أنها "هي من علقت عضويتها ولم تقبل الانضمام بالقيادة العسكرية الموحدة التي ضمت أكبر الفصائل العسكرية جيش الإسلام وفيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام".
وأضاف أن النصرة "هي من علقت عضويتها بالقضاء الموحد، قبل أن يتساءل:"كيف لمن علق عضويته بكل هذه الفعاليات الكبيرة، أن يدعو لتشكيل وحدة؟!، فهذا نقيض لتصرفاتهم على الأرض".
وشدد براء، على أن هذه الدعوة "حركة استعطافية للمدنيين فقط وأفعالهم عكس ما يطالبون به عبر البيان".
وأوضح أن النصرة وقعت في "مشاكل مع المدنيين مؤخرا وخسرت حاضنتها بل وطردت من "سقبا" ومنعت من الخطابة، وزاد الطين بلة علاقتها مع حزب التحرير وقد حصلت مشاكل في "كفر بطنا" مؤخرا لشباب من النصرة وحزب التحرير بحرق علم الثورة، والتعدي على إمام مسجد".
وختم براء تصريحه بالقول: إن جبهة النصرة، "تريد الآن استعادة حاضنتها الشعبية فقط، وربما رسالة لإثبات وجودها بالغوطة خارحيا".
إلى ذلك سطع نجم "جيش الفتح" في كل من إدلب والقلمون، بفعل قدرة الفصائل المكونة له على حسم المعارك خاصة في إدلب شمالا ضد النظام وحلفائه في زمن قياسي.
واستطاع "جيش فتح" إدلب المكون من فصائل مقاتلة عديدة من بينها "جبهة النصرة"، في الأسابيع الماضية، على مدينة إدلب وجسر الشغور وأريحا ونقاط عسكرية عدة بريفها، بعد اشتباكات مع الجيش النظامي.
وسبق أن أعلنت "جبهة النصرة"، الشهر الماضي، استعدادها المشاركة إلى جانب فصائل معارضة لـ "ردع" فصائل كردية بحي الشيخ مقصود في حلب بعد "التضييق على المسلمين".
واعتبر زعيم "جبهة النصرة" التابعة لـ "القاعدة"، مؤخرا، أن حسم المعركة يكون في دمشق وليس في القرداحة، لافتا إلى أن سقوط النظام السوري لن يستغرق وقتا طويلا.