سياسة عربية

استقالات في حزب اليسار المصري بسبب رقصة

رئيس الحزب سيد عبد العال اعتبر الانتقادات تعد على الفن - أرشيفية
على الرغم من مرور قرابة أسبوع على المسابقة الغنائية التي نظمها حزب "التجمع"، ذو التوجه اليساري في مصر، تحت عنوان "مسابقة سيد درويش"، مساء الخميس الماضى، إلا أن الحزب لم يتمكن، حتى الآن، من تجاوز آثار الأغنية المبتذلة، والرقصات الفاضحة، التي شهدتها المسابقة، وأدت إلى استقالة بعض مسؤوليه، وأثرت على صورته أمام الرأي العام.

فقد هدد الفنان إيمان البحر درويش بمقاضاة الحزب، بسبب ما اعتبره إهانة لتاريخ الراحل جده المطرب سيد درويش، على خلفية الحفل، محذرا من أنه إذا لم يتقدم الحزب باعتذار رسمي، فساحات القضاء أولى بحسم هذا الخلاف، وفق قوله.

وأضاف درويش -فى مداخلة هاتفيه ببرنامج "العاشرة مساء" بفضائية "دريم 2" الأربعاء-: "من المرفوض أن يقدم هذا الشكل من الغناء فى حزب له تاريخ،  وباسم سيد دوريش".

وقرر عضو المكتب السياسي بحزب التجمع، أحمد بلال، تجميد نشاطه بالحزب، بسبب رفض قيادات الحزب الاعتذار عما تضمنه المهرجان من رقصات فاضحة.

وقال -في بيان أصدره- إنه اتصال دائم مع حالة حراك وغضب مستمرة ضد القيادة داخل الحزب لسحب الثقة منها، قائلا: "أحمل سيد عبد العال رئيس الحزب مسؤولية ما حدث".

لكن رئيس الحزب، سيد عبد العال؛ سار في اتجاه مختلف، وتحدى الهجوم الذي شنه عدد من شباب الحزب، والناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي، على قيادات الحزب، مبديا انزعاجه من وصف البعض للرقصة بفقرة بالإباحية.

ووصف ما يحدث بالتعدي على الفن، مؤكدا أن الشاب والفتاتين قدموا نوعا من أغاني المهرجانات، التي أصبح لها جماهيرية في مصر، على حد زعمه.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الحزب السابق، رفعت السعيد، إن أزمة حزب التجمع مفتعلة، كاشفا أن الحفله عرضت ترانيم مسيحية.

وأضاف -في تصريح صحفي- أن الحزب سوف يأخذ كل الاحتياطات لمنع تكرار مثل هذه الحادثة مرة أخرى. 

ومن جهته، قال مسؤول اللجنة الثقافية للحزب، ومنظم المسابقة، تونى نبيه، "لن نخون الفن". وأضاف: ما حدث كان أمرا عاديا.

وتابع: اللجنة أقرت أغنية سفاح البنات، ولم يكن فى مقدورهم التحكم فى سلوك الرقصات، مؤكدا أن هذه الفقرة من الأغاني الشعبية لا تسيء للحزب، خاصة أن الحزب يرى أن الرقص "مش عيب، ولا حرام"، وفق تعبيره.

الحزب مدين بالاعتذار للمصريين 

في المقابل، قال المتحدث الإعلامي لحزب التجمع، عبد الناصر قنديل، إن الحزب لم يكن على علم مسبق بفقرة الفتاتين اللتين ظهرتا بشكل مسف ومبتذل، في المهرجان الغنائي الأول لسيد درويش بالحزب.

وتقدم قنديل، -في مداخلة هاتفية لبرنامج فضائي- بالاعتذار باسم الحزب للشعب المصري، لحدوث مثل هذا الفعل داخل الحزب، قائلا: "الحزب مدين بالاعتذار للمصريين في حال ثبوت كلام الفتاتين بأن مشرف الحفل كان على علم بهذه الفقرة".

وعلق مدير تحرير صحيفة "اليوم السابع" سعيد الشحات على الموضوع بقوله إنه لم تكن هناك مفاجأة فى وصلة الرقص التى جرت فى "قاعة جمال عبد الناصر" بحزب التجمع، الذي  ما زال اسمه "التقدمي الوحدوي"، لأن الحزب موضع الانتقاد، لم يعد الحزب الذى جمعهم يوما فى مسيرة نضال طويلة، ضد الاستبداد، والفساد، والقمع، وإسرائيل، ومع حرية التعبير، وضد تكميم الأفواه، يقول المتحدث. 

طلبوا منا إثارة الحاضرين.

وكانت الفتاتان اللتان ظهرتا في فيديو المهرجان الغنائي لحزب التجمع، شيماء وإسراء، قالتا: "طلب منا نصا قبل الصعود إلى المسرح إثارة الناس، والحاضرين"!

ووجه رواد التواصل الاجتماعي انتقادات حادة لما حدث داخل الحزب. وقال أحدهم إن ما حدث أمر طبيعي لان الحزب هو حزب اليسار "شمال يعني".

وكان حزب التجمع نظم مسابقة فنية بمقر حزبه الخميس تحت عنوان "مسابقة سيد درويش" بحضور الشاعر الغنائي سيد حجاب. وشهدت المسابقة صعود عدد من الفتيات على مسرح الحزب، ورقصن على أنغام أغان.

ووجه حجاب انتقادات لاذعة للحزب عقب العرض. وقال إنه "كان من المفترض أن تكون المسابقة التي دعاه الحزب إليها تحت اسم "مسابقة سيد درويش " مقتصرة على إلقاء الأشعار، وسماع المواهب الغنائية، ولكنه فوجئ برقصات خارجة ومبتذلة على مسرح الحزب".
واحتفل حزب التجمع بمناسبة مرور 39 عاما على تأسيسه يوم السبت 18 نيسان/ أبريل/2015.