لم يكن في حسبان منظمي مهرجان
حمص الرياضي الذي انطلق قبل قرابة الشهر داخل حي الوعر، آخر معاقل الثوار في مدينة حمص السورية، أن يتحول مشروعهم الرياضي الرامي لإخراج أبناء الحي المحاصرين منذ سنوات من أجواء الحصار والمعاناة، إلى ساحة حرب حقيقية بين الفرق المشاركة، بسبب عدم تقبل أحد الفرق المشاركة الخسارة.
فقبيل انتهاء فعاليات مهرجان حمص الرياضي، الذي شارك فيه قرابة 1200 رياضي، جاءت نتيجة مباراة لكرة القدم ضمن مرحلة نصف النهائي، جمعت فريقين من الحي يحملان اسمي الأزوري والفداء، بنحاح الأخير في حصد نقاط المواجهة الثلاث، عقب تغلبه على نده بهدفين مقابل هدف واحد.
وعند إطلاق حكم مباراة نصف النهائي صافرة النهاية، لم يستطع الفريق المنهزم تقبل النتيجة، والخروج خارج المنافسة، لتخرج الأجواء الرياضية عن السيطرة. فقد تعرض الفريق الرابح لهجوم من قبل خصومه، بداية بالضرب العنيف بالأيدي، سرعان ما تطور الأمر إلى الضرب المبرح والانتقامي من مكان إقامة المنافسة، حيث ألحق الفريق الخاسر وبعض مشجعيه أضرارا كبيرة بالملعب.
لكن لم تقف التطورات المتسارعة عند هذا الحد، حيث أن لاعبي فريق الآزوري استخدموا أسلحتهم في هذه المعارك، واتسع الهجوم والفوضى بشكل أكبر، لتشمل لاعبي الفريق الفائز والطاقم المرافق له، وليتم احتجازهم جميعهم داخل استراحة الملعب تحت تهديد الأسلحة الآلية.
وقد قلبت هذه التطورات أجواء المرح لدى المتابعين إلى خوف شديد وترقب لما قد يحدث من إراقة دماء، في حال تطورت الأمور إلى ما هو أشد وأصعب بين أبناء الحي الواحد.
واستمرت الأزمة لعدة ساعات، وكادت أن تؤدي بحياة العشرات بين أبناء الحي الواحد، لولا تدخل رجالات الحي وأصحاب الشأن لتهدئة الأوضاع.
ويشار إلى أن مهرجان حمص الرياضي، الذي أقامه ناشطو حي الوعر، هو عبارة عن دورة رياضية تشمل رياضات متنوعة، فردية وجماعية، شارك فيها رياضيون محترفون وهواة. ووصل عدد المشاركين في هذا المهرجان إلى ما يزيد 1200 مشترك، فيما أشرفت على المهرجان لجنة من الرياضيين المختصين في المجالات
الرياضة التي شملها المهرجان. وكان الحظ الأوفر فيه هو لكرة القدم التي ضمت 42 فريقا، بمجموع وصل إلى 420 لاعبا، انتهى مشوارهم مؤقتا في نصف النهائي دون الوصول إلى مرحلة التتويج، بعدما شهدته مباراة نصف النهائي، على أمل العودة للروح الرياضية من جديد، وتلافي ما آلت اليه الأمور.