انتقد رئيس الحكومة الأسبق المعارض الجزائري علي بن فليس، الأربعاء تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول صحة نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إثر الزيارة التي قام بها الإثنين.
وصرح بن فليس في مؤتمر صحفي "شغور السلطة واقع لا يحتاج إلى خبرة أجنبية لإثباته".
وجاء ذلك ردا على سؤال حول تصريح فرنسوا هولاند الذي تحدث عن "الذهن المتقد" لبوتفليقة بعد أن إلتقاه لمدة ساعتين.
وأضاف المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة أمام بوتفليقة في 2014 "أنا لا أولي اهتماما كبيرا للتصريحات البروتوكولية، كما أننا في الجزائر مناقشة شغور السلطة أم عدم شغورها هو شأن داخلي بحت".
وكان الرئيس الفرنسي قال إن "الرئيس بوتفليقة أعطاني انطباعا بأن لديه تمكنا ذهنيا عاليا، حتى إنه من النادر أن تلتقي رئيس دولة لديه هذا الذهن المتقد، هذه القدرة على الحكم".
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة
الجزائر توفيق بوقعدة، في تصريح خاص لصحيفة "
عربي21"، أن "هولاند فعلا ليس طبيب حتى يقيم صحة الرئيس، فهو رجل السياسة لا تهمه إلا مصالح بلاده ولا يعنيه بوتفليقة".
وأضاف أن كل ما يطمح إليه هولاند في زيارته، هي المصالح التي سيحققها خلال زيارته، وزاد بوقعدة "لا أعتقد أن أحد صدقه عندما عبر عن اندهاشه من قدرات الرئيس الذهنية، وهو الذي لم يستطع أن يلقى كلمة للشعب الذي يحكم باسمه منذ سنوات".
ونبه أستاذ العلوم السياسية إلى أن "تصريح هولاند كشف أن الرجل حقق هدفه من الزيارة، وأنه وجد في الجزائر البيئة المالية والاقتصادية ، والسياسية لتصريف أزمات فرنسا المحتملة التي أنذرت بها مديرة صندوق النقد الدولي كل من فرنسا وألمانيا".
وكشف بوقعدة أن هولاند، لا يهمه كثيرا صحة الرئيس بقدر ما تهمه صحة التوجه والضمانات التي يعطيها نظام بوتفليقة الآن، ومن يرث السلطة من بعده.
حيث جاء رد السلطة سريعا على تصريحات هولاند، وذلك على لسان قائد الأركان الجزائري أحمد قايد صالح، الذي طمأن المستثمرين بأن الدولة مستمرة في تنفيذ مشاريعها وأن لا خوف على استثماراتهم، "في إشارة إلى الفرنسيين باعتبارهم أكبر شريك اقتصادي للجزائر".
واعتبر بوقعدة في نهاية تصريحه، أن "المصالح متبادلة بين السلطة في الجزائر وفرنسا، فكل طرف بحاجة للأخر، فالسلطة في الجزائر بحاجة ماسة لمثل هذه التصريحات للرد على المعارضة، والضغط على مناوئيها، وتحييد كثير من مناصريهم، وتثبيط جهود المعارضة غير المرغوب فيها من كثير من الأطراف الإقليمية، وهو ما يفيد أن المعارضة وتحالفاتها بدأت تقلق فعلا دوائر الحكم هنا.
وأعيد انتخاب بوتفليقة (78 عاما) العام الماضي لولاية رابعة من خمس سنوات، وأصيب في 2013 بجلطة دماغية لا يزال من جرائها يتنقل على كرسي متحرك ويتكلم بصعوبة.
وقام بن فلس بتأسيس حزب جديد، طلائع الحريات، بعدما كان أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني وباسمه ترأس الحكومة من 2000 إلى 2003 خلال الولاية الرئاسية الأولى لبوتفليقة الذي كان على علاقة وثيقة به قبل انفصالهما، حيث ترشح في مواجهة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية في 2004 و2014.