نشرت صحيفة
لوريون لوجور الناطقة بالفرنسية تقريرا، حول المعارض
اللبناني لقمان سليم، الذي لم يمنعه انتمائه للمذهب الشيعي من توجيه انتقادات كبيرة لحزب الله اللبناني وسياساته الداخلية والخارجية، وحول الإتهامات التي بات يتعرض لها بكونه "عميلا" يسعى لتدمير
حزب الله من الداخل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته "
عربي21"، إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، شن في نهاية شهر أيار/ مايو الماضي هجوما عنيفا، ضد الشخصيات الشيعية المستقلة، التي لا تدور في فلك بشار وإيران، واصفا إياها بأنها شخصيات شيعية تابعة للسفارة الأمريكية في بيروت.
واعتبرت الصحيفة أن هذه التصريحات تمثل هجوما من نصر الله ضد الشيعة الذين يرفضون الإلتزام بالعصبية المذهبية، ويتجرؤون على انتقاد سياسة الحزب التي أغرقته في الحرب السورية، ويرفضون ذهاب مقاتلين من لبنان للدفاع عن نظام بشار الأسد.
وذكرت الصحيفة أن المحامي والكاتب لقمان سليم، الذي نشر في الآونة الأخيرة مقالات حول هذا الشأن في الصحف اللبنانية المحلية، يعتبر أن هذا الهجوم الذي شنه نصر الله ليس مفاجأ، بالنظر إلى المأزق الذي أوصل إليه حزبه في هذه المرحلة، ولذلك فهو يبحث عن كبش فداء، لتحويل أنظار شيعة لبنان عن الخسائر التي يتكبدها، منذ دخوله للمستنقع السوري.
وقالت الصحيفة إن الإعلام والرأي العام المحلي بدأ يهتم بآراء لقمان سليم، الذي يدير أيضا جمعية "هيا بنا"، التي تعنى بالأنشطة الثقافية والتعليمية، في الأحياء والقرى الشيعية. ويتلقى سليم التمويل اللازم لأنشطته من وزارة الخارجية الأمريكية ضمن برنامج النهوض بالمجتمع.
وأضافت أن هذا التمويل الذي يتلقاه سليم توقف فجأة، منذ العاشر من نيسان/ أبريل الماضي، وهو ما أثار جدلا كبيرا، وأسال الحبر في الصحف المحلية والعالمية، حول الأسباب الحقيقية لهذا الإيقاف الفجائي.
وذكرت الصحيفة أن سليم بات يتعرض لقصف إعلامي كبير، حيث نشرت صحيفة الأخبار مؤخرا مقالا استقصائيا، قالت فيه عن سليم "إنه واحد من أبرز
شيعة السفارة، وقد فشل في مهمته الرامية إلى تدمير مكانة حزب الله كتنظيم مقاوم يحظى بدعم المجتمع الشيعي، لحساب وزارة الخارجية الأمريكية". كما وصفته بأنه سفير شيعة السفارة منذ سنة 2008".
وبحسب الصحيفة، اتهم المقال سليم بفتح أبواب السفارة لبقية الشيعة الراغبين في الإلتحاق بها، في مقابل أموال يتلقاها من وزارة الخارجية الأمريكية، كما اتهمه بلقاء أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في سنة 2008 في واشنطن.
وأضافت الصيحفة أن هذا المقال أورد أيضا أن "شيعة السفارة هم مجموعة من المثقفين والصحفيين ورجال الأعمال والسياسة، يتم اختيارهم بعناية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، لتنفيذ مخططات تم وضعها في سنة 2006، بهدف تشويه صورة حزب الله أمام الشباب اللبناني، وخلق بدائل عنه، للقيام بتدمير الحزب انطلاقا من حاضنته الشعبية داخل الطائفة الشيعية.
ونقلت الصحيفة عن جمعية "صحفيون ضد العنف"، أن حزب الله من خلال جهازه الإعلامي، "يمارس الهرسلة الإعلامية والإغتيال المعنوي، والجلد الإعلامي، وهو ما يمهد الطريق للتشريع للعنف المادي في مرحلة لاحقة".
وأضافت الصحيفة، نقلا عن هذه الجمعية المدافعة عن الصحفيين، أن الشخصيات المستهدفة بـ"الهرسلة" والتشويه الإعلامي، تتضمن عدة صحفيين مثل عمر حرقوس، مالك مروة، علي الأمين ومصطفى فحص وحنين غدار، وشخصيات دينية مثل محمد حسن الأمين وهاني فحص.
وبحسب الصحيفة، يهدف حزب الله من خلال هذه السياسة إلى تخويف كل من يخرج عن خطه السياسي، ويتبنى وجهة نظر مختلفة حتى ينجح في عزل هاته الشخصيات عن المجتمع الشيعي بتهمة قيامها "بشق الصفوف".
ونقلت الصحيفة عن لقمان سليم، الذي يتواجد حاليا في باريس للمساهمة في إنتاج فيلم عن سجن تدمر، "إن ردة فعل حزب الله على التحركات التي يقوم بها لثنيه عن جر لبنان للمستنقع السوري، تبين مدى أهمية هذه التحركات وفاعليتها. وأن الهجوم الأخير الذي شنه أحد قياديي حزب الله، محمد رعد، على أحمد حريري وأشرف ريفي، تبين أن المستهدف هنا ليس فقط المعارضين الشيعة، بل كل من تسول له نفسه معارضة حسن نصر الله من الطوائف الأخرى".
وأضاف أن هذه الشراسة في مهاجمة المخالفين في الرأي، تبين عجز الحزب عن تقديم تفسيرات لقواعده، حول الخسائر الثقيلة التي يتكبدها في سوريا، وجدوى مساندة بشار الأسد، وتحمل الخسائر البشرية والأزمة المالية التي يمر بها، وحول كيف يعتزم حزب الله كسب هذه المعركة بينما يواصل جيش النظام السوري التراجع للخلف.