تقدمت قوات مجلس شورى ثوار
بنغازي في المحور الغربي للمدينة في الأيام الماضي من جهة منطقة "جروثة" غرب بنغازي 30 كم، وذلك بعد الهجوم الذي نفذته وحدة تابعة للمجلس بسيارة مفخخة تم التحكم فيها عن بعد أودت بحياة ستة قتلى من القوات الموالية لقائد جيش البرلمان خليفة
حفتر.
واسترجعت قوات المجلس مواقع لها كانت تحت سيطرة قوات
عملية الكرامة لقرابة أربعة أشهر الماضية، حيث إمتد عمقها من منطقة قاريونس على الحدود الغربية لمدينة بنغازي وحتى 40 كم غربا، حيث تراجعت قوات عملية الكرامة بعد شن عدة هجومات عليها.
واستغلت قوات مجلس
شورى ثوار بنغازي عدم حرفية قوات حفتر في شهر رمضان، وسهرهم حتى ساعات الفجر الأولى، وبالتالي شن هجوم مركز في الصباح الباكر على تلك القوات.
ويحاول مجلس شورى الثوار أن يكون ميناء المريسة للصيد البحري غرب المدينة تحت سيطرته، إذ تصل أسلحة وذخائر وقوات للمجلس من مدن غرب
ليبيا. وبحسب محللين عسكريين لو فقد مجلس شورى الثوار السيطرة على الميناء 35 كم غرب بنغازي، فسيفقد أهم مصدر للإمدادات له.
وتمكنت قوات مجلس شورى الثوار من تدمير مخزن للذخيرة تابع لقوات عملية الكرامة بمنطقة سيدي حسين، وسط مدينة بنغازي أسفر عن مقتل خمسة جنود تابعين للكرامة، وإصابة أربعة آخرين، إضافة إلى تدمير عدد من سيارات الدفع الرباعي المحمل عليها أسلحة مضادة للطيران "41.5 و 23 م ط".
وبمحور بوعطني جنوب شرق المدينة طرد مقاتلو المجلس تجمعات لقوات عملية الكرامة، ومدنيين موالون لها بالمنطقة بعد اشتباكات عنيفة الاثنين، بينما استهدف تجمع لكتائب حفتر بطريق مطار بيننا بقذائف الهاون ما أدى إلى إصابة مباشرة لعدد من السيارات المسلحة التابعة لحفتر.
جاء ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات في منطقة الليثي، وتمكن مقاتلي مجلس شورى الثوار في منطقة الليثي من تدمير سيارة عسكرية تابعة لكتائب حفتر عقب محاولتها التقدم صوب أحد مواقع مقاتلي المجلس. إضافة إلى قصف مواقع تابعة لمدنيين موالين لحفتر بحي سوق اللحوم بمنطقة الليثي بعدد من قذائف الهاون.
وأكدت مصادر طبية من داخل مدينة بنغازي أن قتلى حفتر تجاوزوا الـ15 قتيلا منهم فتى لم يتجاوز عمره 15 عام بمحور جروثة.
ووصلت أسلحة متوسطة وثقيلة، ومقاتلين من مدن غرب ليبيا إلى مدينة بنغازي للالتحاق بقوات مجلس شورى الثوار، مما أدى إلى تقدم هذه القوات ميدانيا على الأرض.
وأكد المراقبون أن الحرب داخل مدينة بنغازي يمكن لها أن تستمر سنوات بهذا المعدل من الأداء العسكري على الأرض، باعتبار أن طرفي الصراع لديه داعمين محليين، ويكسب أنصارا على الأرض، إضافة إلى المساحات الجغرافية الضيقة للمعارك، والتي تجعل من إمكانية الحسم والسيطرة أمرا صعبا.
وفي سياق مختلف يعقد مجلس النواب الليبي في طبرق جلسة اليوم للتصويت على مسودة الحوار الرابعة المقدمة من المبعوث الأممي برناردينو ليون قبل انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين طرفي الأزمة في الصخيرات المغربية الخميس.
وتوقعت مصادر مقربة من مجلس النواب أن يفشل أعضاء المجلس في إقرار المسودة دون إجراء تعديلات جوهرية فيها، قد تؤدي إلى فشل الجولة القادمة من الحوار.
بينما ألغى المؤتمر الوطني العام الليبي في طرابلس جلسة كانت مقررة اليوم لمناقشة المسودة الرابعة للحوار، تحسبا من عدم إقرارها بحسب مصادر في العاصمة الليبية طرابلس.
يذكر أن قائد عام جيش مجلس النواب الليبي خليفة حفتر أعلن عملية الكرامة 16 أيار/مايو من العام الماضي للقضاء على ما وصفه بالإرهاب.