يعاني النازحون من مدينة
الحسكة، شمال شرق
سوريا، من عراقيل تضعها القوات الكردية التي تسيطر على مدن مجاورة، حيث تشترط عليهم توفير كفيل قبل السماح بدخولهم لفترة محددة.
وكان
تنظيم الدولة قد هاجم الخميس مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وسيطر مقاتلوه -بعد مواجهات عنيفة- على عدة أحياء حيوية يقطنها العرب السنة، منها حي النشوة الغربية، والنشوة الشرقية، والنشوة شريعة، وحي الليلية، والنشوة فيلات، والسكن الشبابي، وكلية الآداب، بالإضافة الى بعض المواقع العسكرية الهامة والمؤسسات الخدمية، كفرع الأمن الجنائي ومؤسسة الكهرباء.
وأسفرت المعارك عن موجة نزوح كبيرة شهدتها الأحياء الآنفة الذكر، فقصدت عشرات العائلات الأحياء ذات الغالبية الكردية، كحي الصالحية، والعزيزية، وتل حجر، والمفتي، فيما اتجه السواد الأعظم من
النازحين، وخوفا من توسع دائرة المعارك، نحو المدن القريبة والخاضعة لسيطرة قوات حماية الشعب الكردية، ومن بينها القامشلي وعامودا، حيث تبدأ معاناة جديدة بحسب تأكيد الناشط الإعلامي أحمد العواد، وهو من أبناء مدينة الحسكة، في اتصال لـ"
عربي21".
وأكد العواد أن مئات العائلات الفارة من معارك الحسكة إلى مدينتي عامودا والقامشلي، منعوا من الدخول إليهما، وخاصة أبناء مدينة دير الزور.
وأضاف أن القوات الكردية اشترطت على الأهالي من العرب السنة تصديق أوراق ثبوتية صادرة عن أي مختار كردي (الكومين)، بالإضافة إلى موافقة عائلتين كرديتين على الأقل؛ على كفالة الأسرة الواحدة من النازحين، حتى يسمح لهم بالدخول لفترة محدودة، لا يحق للنازحين العرب خلالها استئجار منزل أو غرفة داخل المدن التابعة للإدارة الكردية، إنما تتحمل إحدى العائلات الكردية، أو الأقارب ضمن مدينة القامشلي وعامودا، أعباء إقامة النازحين في منازلهم، أو اختيار الإقامة ضمن أحد فنادق المدينة.
كما تحدث النازح سيهاد عن معاناة ذويه للخروج الآمن من معارك الحسكة، وقال: "أجريت عدة اتصالات مع عائلتي التي لا تزال مع عشرات العائلات عالقة منذ 24 ساعة على مفرق عامودا القامشلي، حيث تمنع وحدات حماية الشعب الكردية -أي عربي سني يقصد طريق مدينة القامشلي من الوصول إليها، على اعتباره خلية نائمة ينتمي إلى تنظيم الدولة، فيما فتحت المليشيات الكردية الطريق أمام حافلات تقل عائلات كردية إلى كل من مدينة عامودا والقامشلي أمام أعين الأهالي"، بحسب المصدر.
ورجّح الصحفي السوري سيهاد أن تتصاعد موجات نزوح الأهالي من أحياء مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة النظام السوري، التي تضم قرابة 80 ألف نسمة أغلبهم من العرب السنة، باتجاه الأحياء ذات الغالبية الكردية، محذرا من أزمة نازحين قد تنشأ مع خروج هذه الأعداد من الحسكة التي شهدت في الفترة الماضية هدوءا نسبيا حولها إلى ملجأ آمن لمئات العائلات من المدن القريبة منها، فضلا عن سكانها الأصليين.