كشف المتحدث باسم حركة "أنصار الله" (الحوثي) في
اليمن، أن نقاشا يجري مع
الأمم المتحدة بشأن وقف ما أسماه "العدوان السعودي" والقتال، حتى نهاية شهر رمضان، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الحركة، محمد عبد السلام، المتواجد في سلطنة
عمان، على صفحته في "فيسبوك"، السبت، إنه التقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الجمعة، لمناقشة الأمر.
في حين ذكرت مصادر أن "مبعوث المنظمة الدولية يجري مناقشات مع الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي للدفع باتجاه وقف القتال".
في السياق، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي: "ما تزال التفاصيل غير واضحة فيما يتعلق بتاريخ البدء ومدة الوقف لأغراض إنسانية، لكن المبعوث الخاص يرى أن هناك ما يدعو للتفاؤل، بأن الأطراف ستتفق خلال الأيام المقبلة".
إلى ذلك، أدى نقص الوقود في اليمن إلى انتشار الأمراض والمعاناة في البلاد، فعادة ما يعتمد على مضخات تعمل بالوقود للحصول على الماء، فيما قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 20 مليون شخص (أي 80 في المئة من سكان اليمن) بحاجة للمساعدات.
يشار إلى أن المتحدث باسم الحوثي محمد عبد السلام وصل عمان في وقت سابق برفقة مسؤولين في الجماعة، من أجل بحث
هدنة، حيث تصدرت عُمان المشهد مرة أخرى بإجراء مفاوضات "سرية وأخرى علنية"، وفق ما ذكرته مصادر دبلوماسية يمنية.
وعلى الرغم من استئناف المفاوضات في عُمان، إلا أن وفد الحكومة اليمنية لم يتجه إليها، واكتفى بوجود الوساطة العمانية، وتلقيهم الرسائل منها ليشاركوا الرياض القرار.
يذكر أن عُمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لا تشارك في العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن بقيادة السعودية. وتقيم مسقط أيضا علاقات وثيقة جدا مع إيران والسعودية.
ولعبت عُمان دور الوسيط في تسهيل عودة الوفد الحوثي من جنيف إلى مسقط، بعد عرقلته هناك لمدة ثلاثة أيام، بحسب ما ذكرت قناة "المسيرة" التي لم تبين أسباب عرقلة الوفد أو من قام بذلك.
المبعوث الأممي يتوجه إلى صنعاء
قال مصدر في الحكومة اليمنية إن "المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيزور الأحد، العاصمة صنعاء، لبحث إقرار هدنة إنسانية جديدة، تستمر إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، وتسمح بدخول المواد الإغاثية والإنسانية للمتضررين من الحرب".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن "المبعوث الأممي سيلتقي مندوبين عن الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من أجل ردم الهوة بين الفرقاء اليمنيين"، موضحا أن ولد الشيخ أحمد سيبحث آلية تنفيذ القرار الدولي 2216، القاضي بانسحاب الحوثيين من المدن التي احتلوها".
وتأتي زيارة المبعوث الأممي لصنعاء، عقب جولة خليجية زار خلالها الكويت والرياض ومسقط، التقى فيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وممثلين عن الحوثيين.
وأصدر مجلس الأمن الدولي، في 14 نيسان/ أبريل الماضي، قرارا برقم 2216، يقضي بالانسحاب الفوري لقوات الحوثيين، والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من المناطق التي استولوا عليها، وبتسليم أسلحتهم، والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي.